08 تموز , 2025

كمين بيت حانون.. صفعة في التوقيت والمكان

ما حدث في بيت حانون ليس كمينًا عابرًا، بل تحول نوعي في مسار المواجهة، بعدما انتقلت المقاومة من الدفاع والرد، إلى الاستباق والمباغتة، فأي رسائل ودلالات حملها هذا الكمين النوعي من حيث التوقيت والمكان؟

صفعة في التوقيت والمكان وجهها كمين بيت حانون المركب لجيش العدو ومنظوماته الامنية والعسكرية والسياسية، فهذا الكمي الذي جاء في لحظة حرجة سياسيًا وعسكريًا، يحمل دلالات عميقة على أكثر من صعيد.

خبراء عسكريون رأوا ان الكمين الذي جاء بعد أيام من عملية مركبة في خانيونس، يؤكد أن المقاومة ما زالت قادرة على التخطيط والتنفيذ من النقطة صفر، رغم مرور عام وتسعة أشهر على الحرب.

كما ان هذه العملية النوعية التي كانت بلدة بيت حانون مسرحا لها تفضح الرواية الاسرائيلية بعدما ادعى العدو انه أنه مسح بيت حانون عن الخارطة، لكن العملية من قلبها أثبتت زيف هذا الادعاء، وكشفت عن عجز استخباراتي وميداني كبير، فيما تشكف عن هشاشة المنظومة المتطورة، التي عجزت عن رصد التحركات أو منع تنفيذ الهجوم، ما يمثل انتكاسة أمنية جديدة، كما ان الكلفة البشرية التي نكبدها العدو ستكون لها ارتدادات قاسية في الجبهة الداخلية الصهيونية.

وقبل ساعات فقط، تحدث وزير الحرب يسرائيل كاتس عن إقامة منطقة عازلة شمال غزة، لكن عملية بيت حانون نسفت هذا الطرح، وأكدت أن اليد الطولى ما زالت للمقاومة.

ويشدد الخبراء على أن عملية بيت حانون ليست حدثًا عابرًا، بل هي رسالة استراتيجية قاسية تؤكد فشل سياسة الحسم العسكري، وتعكس قدرة المقاومة على إدارة معركة استنزاف ذكية، تربك الاحتلال في التوقيت والميدان والتفاوض.

كما ويرى الخبراء ان الكمين النوعي شكل صفعة في واشنطن، إذ يتزامن الحدث مع وجود نتنياهو في العاصمة الأمريكية، في زيارة مفصلية تتعلق بمستقبل الحرب وصفقة التبادل، لتأتي الضربة من غزة وتحرجه أمام حلفائه وعلى رأسهم إدارة ترامب، وتؤكد أن المقاومة ما زالت تملك أوراق القوة.

بيت حانون، البلدة التي دُمرت أجزاء واسعة منها خلال العدوان، أظهرت أن تحت الركام ما زالت تنبض شبكة نار كاملة، وخريطة اشتباك لا تُقرأ من الجو، فكمين بيت حانون سيبقى علامة فارقة في هذه الحرب ليس فقط لأنه أوجع العدو عسكريًا، بل لأنه كسر هيبة من ظنّ أنه فوق الأرض وتحتها في آنٍ معًا.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen