لبنان بين خياري الاستسلام والحرب.. والمقاومة تؤكد: سلاحنا خط أحمر
تستقبل بيروت يوم الاثنين المقبل الموفد الأميركي توماس باراك الذي استبق زيارته بوثيقة أمريكية، أقرب لأن تكون وثيقة استسلام، تتضمن نزع سلاح حزب الله مقابل وعود بدعم مالي واقتصادي وإعادة الإعمار.. وبانتظار الرد الرسمي من لبنان، تشير المعطيات الاولية إلى أن المقاومة تتمسك بخطوطها الحمراء وسيما السلاح الذي يحمي أراضيها وشعبها، وتؤكد ان اسرائيل لن تأخذ بالسياسة ما عجزت عنه بالحرب.
لا قبول بخيار الاستسلام، ولا بتسليم سلاح المقاومة طالما استمر الاحتلال الاسرائيلي للاراضي اللبنانية.. هي الكلمة الفصل التي جاءت من الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم.. موقف حاسم يضع تصورا للرد اللبناني على المقترح الامريكي المقدم للبنان..
حيث تستعد بيروت حاليا لاستقبال الموفد الأميركي توماس باراك يوم الإثنين المقبل لاستلام الرد اللبناني على الوثيقة الامريكية الأقرب لأن تكون وثيقة استسلام، بناء على بنودها التي تشمل استسلاما سياسيا.. حيث تُلزم الحكومة اللبنانية بخطوات تنفيذية تبدأ باتخاذ قرار حكومي في مجلس الوزراء بنزع سلاح حزب الله مقابل وعود بدعم مالي واقتصادي وإعادة الإعمار وذلك خلال مهلة لا تتجاوز الشهرين.
وبحسب مصادر سياسية ودبلوماسية رفيعة المستوى فإن ملخص مضمون الرد اللبناني على وثيقة باراك هي أن لبنان يلتزم بتطبيق القرار الدولي رقم 1701 الذي لا ينص في اي من بنوده على نزع سلاح المقاومة. مؤكدا رفض ربط إعادة الإعمار بنزع السلاح وممارسة الابتزاز السياسي عبر مقايضة المساعدات المالية والاقتصادية وملف إعادة الإعمار بنزع سلاح المقاومة. سيما وإن إعادة إعمار ما دمره العدوان الإسرائيلي هو حقّ سيادي غير مشروط.
كما ويؤكد الرد اللبناني أن موضوع سلاح المقاومة هو شأن لبناني داخلي ويُناقش ضمن الأطر الوطنية الداخلية، لا في غرف الضغط الدولي، وأن الحوار بين اللبنانيين هو السبيل الوحيد لمعالجة هذا الملف، وليس عبر الفرض أو التهديد. محملا العدو مسؤولية عدم تنفيذ القرار 1701 .
كما ويرفض لبنان المهلة الزمنية ويرى فيها استدعاء أميركي لتدخل عسكري اسرائيلي. ويرفض ايضا المقايضة بين السلاح والشرعية السياسية لحزب الله كونها تهدف إلى ضرب التمثيل السياسي لشريحة واسعة من اللبنانيين وتهدد وحدة لبنان واستقراره الداخلي.
رد يعكس الإرادة السيادية للدولة، ويستند إلى الثوابت الوطنية والحقوق المشروعة في مواجهة الاحتلال والانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة منذ بدء سريان وقف اطلاق النار. ويؤكد أن لبنان يستشعر خطورة الوثيقة الامريكية على السلم الأهلي وسيادة البلاد.. أما قيادة حزب الله فردت على البنود الامريكية بخطوة واحدة وهي دعوة اسرائيل إلى الانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلة وإطلاق سراح الاسرى اللبنانيين لديها ووقف الخروقات المتواصلة للسيادة اللبنانية، وإعادة الاعمار بدون شروط.
وفي ظل التلويح الاسرائيلي والامريكي بالخيار العسكري، تجدد المقاومة تأكيدها على لسان قادتها، أنها مستعدة لمواجهة هذا التهديد وتكبيد العدو خسائر غير مسبوقة في حال قرر خوض المواجهة.