تل ابيب تحاول استدراك الهزيمة بالعدوان والتطوير العسكري
ويأتي العدوان الصهيوني الجديد على الحديدة في اطار سعي تل ابيب رفع الضرر عن نفسها واعادة الهيبة لكيانها المهزوز من الصواريخ اليمنية التي تجبر المستوطنين على الدخول الى الملاجئ وتلقي بظلالها على الاقتصاد الاسرائيلي.
تسعى تل ابيب إلى رفع الضرر الناتج من الصواريخ اليمنية التي لا تفتأ تستهدفها، ويُضطر ملايين المستوطنين من جرائها إلى النزول إلى الملاجئ بشكل شبه يومي وفي أوقات مختلفة، بينما تتسبّب في أضرار اقتصادية جسيمة، ولا سيما بعد إعلان معظم شركات الطيران الدولية تعليق رحلاتها إلى مطار بن غوريون.
وفي طريقها إلى ذلك، تعمل إسرائيل على ثلاثة مسارات متوازية، رغم إدراكها أن أي حلول لن تكون حاسمة ضدّ التهديد اليمني واحتمالات تطوّره في المستقبل؛ والمسارات المذكورة هي: تحسين قدرات الدفاع الجوي، تعزيز القدرات الاستخباراتية، والعمل على إرغام واشنطن على التراجع عن وقف إطلاق النار مع اليمن.
على الخط الأول، تتسابق تل ابيب على تطوير التقنيات لمنع الأخرى من امتلاك زمام المبادرة؛ ذلك أن قدرة تل ابيب لا تتيح لها إسقاط الصورايخ إلا قبل وصولها إلى أهدافها بثوان معدودة، وهذا مثبت في مقاطع الفيديو المنشورة، بينما يشتغل اليمن على تحديث صواريخه بالاستفادة من التجارب الميدانية، بما يتيح له تجاوز منظومات الدفاع الإسرائيلية والأميركية، علماً أن الصواريخ اليمنية نجحت في كثير من الحالات في تجاوز تلك المنظومات.
وإذ تؤكد صنعاء أن مهمة خبرائها في الوقت الراهن تتركز على تحسين قدرة صواريخها الفرط صوتية، يرى المعلّقون والخبراء في تل أبيب أنه لا يوجد نظام دفاعي مثالي أو كامل، وأن نجاح بضعة صواريخ في بلوغ أهدافها من شأنه أن يسبّب أضراراً جسيمة.
وفي المسار الثاني، تكثّف تل ابيب جهودها في جمع المعلومات الاستخباراتية وإنشاء بنك أهداف ذي طابع عسكري، وهو ما تعمل لأجله على مدار الساعة، وفقاً لما أكد مصدر أمني إسرائيلي لموقع واللا العبري ولكن الخبراء يقدّرون أن ما عجزت واشنطن عن تحقيقه في هذا المجال رغم قدراتها المتفوّقة، لن يكون في مقدور تل أبيب بلوغه.
أما على الخط الثالث، فرغم أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرمته إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مع اليمن، لاقى استحساناً داخلياً أميركياً، إلا أن ثمة خيبة أمل كبيرة من الاتفاق، عبّرت عنها صحيفة ذا هيل الأميركية، التي عكست وجهة النظر الإسرائيلية بوصفها القرار بأنه مناورة تفوح منها رائحة الخيانة. وكتبت الصحيفة أن الأمر لا يتعلّق برشاقة ترامب في إعادة التقييم الإستراتيجي، بل بصراحةٍ، برؤيته العالمية القائمة على المعاملات التجارية، بوضوح مؤلم.