05 حزيران , 2025

العدو يواصل التلاعب: غزة أسيرةُ فوضى المساعدات

على وقع الفيتو الأميركي تواجد كل جهود الوسطاء جموداً متزايداً خصوصا في الملف الإنساني وسط محاولات إقليمية لإيقاف عمل مؤسّسة غزة الإنسانية التي اثبتت فشلها كما الرصيف العائم اما الواقع فصفر مساعدات لغزة ومجازر متكررة للجوعى.

وسط تداول معلومات عن اعتزام المبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، زيارة المنطقة في الأيام القليلة المقبلة في محاولة لتجسير الفجوات بين الأطراف المعنية، تتواصل الاتصالات بين فرق التفاوض في كل من قطر ومصر والولايات المتحدة، إلى جانب أطراف فلسطينية، في محاولة لإحداث اختراق في ملف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، أو على الأقل الحدّ من استهداف المنشآت الطبية هناك. غير أنّ هذه الجهود، تواجه جموداً متزايداً في حين بدأت الوفود المصرية بفعله تشعر بحالة من التململ نتيجة فشل الأطراف الدولية في ممارسة ضغط فعلي على إسرائيل لتغيير سلوكها على الأرض

وأشار المصدر إلى أنّ تل ابيب تواصل التعاطي مع ملف المساعدات بصورة انتقائية وتروّج في الإعلام لوجود فرص لاتفاق، إلا أنها لا تقدّم أي التزام عملي. واعتبر أنّ هذه التصريحات تهدف فقط إلى امتصاص الضغط الخارجي. وعلى صعيد متصل بفوضى المساعدات، أثار مقطع فيديو نُشر أخيراً للمدعو ياسر أبو شباب، وهو زعيم عصابة محلية برزت أثناء الحرب وارتبطت بالعدو الإسرائيلي، موجة واسعة من الجدل، بعدما دعا سكان المناطق الشرقية من مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، إلى العودة إلى منازلهم، مدّعياً أنه تمّ تطهيرها

وفي ظلّ التطوّرات المتسارعة داخل قطاع غزة، يبدو أنّ مؤسّسة غزة الإنسانية، المدعومة أميركياً وإسرائيلياً، تسير بخطىً ثابتة نحو مصير محتوم من الفشل، على غرار مشروع الرصيف البحري العائم الذي حاولت إدارة جو بايدن السابقة تشييده كممرّ إنساني بديل، قبل أن يتحوّل إلى عبء سياسي وأمني، وينهار بسرعة قياسية. ويأتي هذا وسط تسارع انسحابات الشركاء من المؤسّسة، والاستقالات في صفوف مسؤوليها، وتزايد الانتقادات الدولية لها، ممّا جعلها عبئاً سياسياً وأخلاقياً على داعميها، وهي التي وُلدت كأداة ميدانية هجينة، تخدم هدفين متداخلين: فرض وقائع سياسية جديدة على الأرض تحت غطاء العمل الإغاثي، وتحييد القنوات التقليدية التي كانت تدير عمليات المساعدة عبر آليات أممية معترف بها.

وإزاء ما تقدّم، تقود مصر حالياً جهوداً إقليمية لإيقاف عمل المؤسّسة، انطلاقاً من قناعة بأنّ هذه الآلية لا تُسهم في حل الأزمة، بل تعمّقها، وتفتح المجال أمام عسكرة المساعدات، وتقويض الأدوار الأممية. كما بدأت مصر بتقديم معطيات فنّية وتشغيلية إلى الجهات المعنية، تؤكّد عدم دقة الأرقام التي تنشرها المؤسّسة، والتي تزعم توزيع ملايين الوجبات خلال أيام قليلة.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen