من قائد جماعات ارهابية إلى رئيس... كيف ساهم الغرب في تأهيل الشرع
دور امريكي بريطاني في اعداد احمد الشرع على مدار لقاءات عدة ممتدة منذ عام الفين وثلاثة وعشرين كشفها السفير الأميركي السابق في دمشق روبرت فورد، مزيحًا الستار عن خفايا الدعم الغربي للشرع، بما في ذلك تفاصيل تدخّل مؤسسات بريطانية غير حكومية متخصصة في حل النزاعات، لإخراجه من عالم الإرهاب إلى عالم السياسة التقليدية.
في تطور لافت يعيد الملف السوري إلى الواجهة، كشف السفير الأميركي السابق في دمشق روبرت فورد، عن دور أميركي في تأهيل رئيس السلطة الانتقالية أحمد الشرع، عبر سلسلة من اللقاءات بدأت عام 2023 خلال فترة قيادته تنظيم هيئة تحرير الشام تحت اسم أبو محمد الجولاني، قبل أن يتولى رئاسة سوريا عقب سقوط النظام السابق.
فورد الذي تولى منصبه الدبلوماسي في دمشق بين عامي 2011 و2014، تحدث عن تجربته هذه خلال محاضرة ألقاها في مجلس بالتيمور للشؤون الخارجية، تحت عنوان نتصر الثوار في سوريا.. والآن ماذا؟ مزيحا الستار عن خفايا الدعم الغربي لأحمد الشرع، بما في ذلك تفاصيل تدخل مؤسسات بريطانية غير حكومية متخصصة في حل النزاعات، لإخراجه من عالم الإرهاب إلى عالم السياسة التقليدية وفق تعبيره.
فورد الذي أكد أن أول لقاء جمعه بالشرع كان في مارس 2023، واصفا الحديث معه آنذاك بأنه حضاري، قبل أن يتكرر اللقاء في سبتمبر ويتوج بلقاء ثالث في يناير الماضي داخل القصر الجمهوري في دمشق.
وأكد فورد أن الشرع لم يبدِ أي ندم أو اعتذار عن تاريخه، رغم تحوّله السياسي. كما شدد على أن هذا التحوّل كان جزءًا من مسار منظم رعته جهات غربية، مشيرًا إلى أن المهمة كانت تتطلب إدماجه في المشهد السياسي السوري، لا محاسبته على الماضي.
ما كشفه فورد يتطابق مع ما نشره رئيس قسم الشرق الأوسط في مركز ويلسون، جيمس جيفري، الذي أشار إلى أن العلاقة بين واشنطن والشرع تعود إلى ما قبل ظهوره السياسي العلني، حين كان لا يزال يُعرف بالجولاني.
ومن وجهة نظر محللين، فإن ما تحدث به فورد يصب في صورة تلميع صورة الشرع، بعد ماضيه المرتبط بالعديد من الجماعات الإرهابية، وفي المحصلة، تشير مصادر مطلعة على هذا الملف إلى أنه في لحظة سقوط النظام السابق، كانت العديد من الجهات تسأل عن الأسباب التي دفعت إلى القبول بتسليم الشرع مقاليد السلطة، خصوصاً أن الولايات كان لديها خيارات أخرى أن تعتمد عليها، معتبرة ما أدلى به فورد قد يكون هو الجواب الأولي على ذلك.