15 أيار , 2025

مأساة متكررة في غزة.. لا وجهة للنزوح والملاذات تحت القصف

في مشهد يتكرر كل يوم، أعادت طائرات الاحتلال الإسرائيلي أمس إنتاج مأساة النزوح القسري في قطاع غزة، حيث لم يعد هناك مكان آمن بعد أن أصبحت المستشفيات والمدارس والجامعات، أهدافاً مباشرة لصواريخ الطائرات الحربية.

من جديد، سقطت منشورات من السماء، لا تحمل أملاً ولا توجيهاً واضحاً. آلاف الأوراق ألقتها طائرات الاحتلال فوق أحياء غزة، تطالب السكان بالإخلاء "فوراً"، من دون أن تشير إلى وجهة بديلة أو مناطق آمنة.

وفي خريطة استثنائية نشرها الناطق باسم جيش الاحتلال، طُلب من السكان مغادرة مراكز الإيواء في حي الرمال غربي مدينة غزة، بما في ذلك مدارس الأونروا ومباني الجامعة الإسلامية وجامعة الأزهر، حيث تحتمي مئات الآلاف من العائلات التي سبق أن هجرت من مناطق شمال القطاع وشرقه.

التصعيد بلغ ذروته مع التهديد المباشر باستهداف محيط مستشفى الشفاء، ما دفع مئات المرضى والمصابين لمغادرة المستشفى وهم على أسِرّة العلاج، بعضهم بالقساطر والجبائر، وآخرون مبتوري الأطراف، يزحفون نحو المجهول.

المأساة امتدت إلى مستشفى غزة الأوروبي، الذي تعرّض لقصف عنيف استهدف ساحته والمناطق المحيطة به، في وقتٍ كان يضجّ بالمرضى والجرحى. المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان وصف ما حدث بـ"صناعة الموت البطيء"، مؤكداً أن قصف المستشفيات وتفكيك منظومة الصحة في غزة يرقى إلى جرائم حرب.

وقال المرصد إن أكثر من 35 مدنياً قضوا نحبهم نتيجة القصف على محيط المستشفى الأوروبي، معظمهم عائلات بكاملها، مضيفاً أن فرق الدفاع المدني لم تتمكن من انتشال الجثث بفعل القصف المتكرر، وسط تجاهل صارخ لقواعد القانون الإنساني الدولي.

وزارة الصحة في غزة أكدت أن المستشفى الأوروبي خرج بالكامل عن الخدمة بعد استهداف مباشر دمّر بنيته التحتية، لينضم إلى قائمة طويلة من المنشآت الطبية المعطّلة.

وفي ظل هذه التطورات، لم يعد في غزة أي مأوى يُلجأ إليه، ولا مكان يضمن الحياة. المدارس دُمّرت، الجامعات أُخليت، المستشفيات قُصفت، والممرات الإنسانية مُنعت، فكل الطرق تؤدي إلى الموت.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen