14 أيار , 2025

الإنسانية في العراء.. الأمم المتحدة تحذر من كارثة صحية وغذائية وشيكة في غزة

تعيش غزة تدهوراً حاداً في أوضاعها الإنسانية، بعدما أعلنت الأمم المتحدة عن انخفاض كبير في توزيع الوجبات الغذائية، في مؤشر خطير على تصاعد تأثير الحصار والعدوان الإسرائيلي المستمر على الحياة اليومية للسكان.

في مشهد يختصر حجم الكارثة، أعلنت الأمم المتحدة أن عدد الوجبات اليومية المقدمة لسكان قطاع غزة تراجع بنسبة مروعة بلغت 70% خلال أسبوع واحد فقط، هابطاً من 840 ألف وجبة إلى 260 ألفاً، ما يعكس انهياراً متسارعاً في الحد الأدنى من مقومات الحياة داخل القطاع المحاصر.
المتحدث باسم المنظمة، ستيفان دوجاريك، أوضح أن التراجع لا يُقاس بالأرقام فحسب، بل يعبّر عن واقع إنساني مرير يتفاقم تحت حصار محكم تفرضه سلطات الاحتلال منذ منتصف مارس. وأضاف أن غياب الوقود يهدد بشلل كامل في منشآت الصحة والمياه، وأن الحاجة لتدخل أممي مباشر باتت ضرورة لا تحتمل التأجيل.
ومع اشتداد الأزمة، تعاني المستشفيات من حالة اختناق حاد، وسط تدفق مستمر للجرحى، ونقص فادح في الدم، الأجهزة، والكوادر. الرعاية الصحية باتت على حافة الانهيار، والتعليم في مهب الريح، والحماية الإنسانية أصبحت ترفاً في واقع بات عنوانه: الموت البطيء.
تعود جذور الانهيار إلى قرار الاحتلال استئناف عدوانه فجر 18 مارس، متجاهلاً المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، رغم التزام حركة “حماس” الكامل بها. إلا أن حكومة نتنياهو، الخاضعة لابتزاز المتطرفين، فضّلت تمديد المرحلة الأولى فقط لضمان الإفراج عن الأسرى، دون إنهاء الحرب أو رفع الحصار.
وبدعم أمريكي مباشر، تتواصل الإبادة منذ 7 أكتوبر، مسجلة أكثر من 172 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 14 ألف مفقود طمرهم الركام بصمت دولي مخزي.
في غزة، لم يعد الجوع خبراً ولا الألم استثناءً، بل تحوّلت الحياة ذاتها إلى معركة بقاء، يقاوم فيها الفلسطيني لُقمةً وجرعةَ ماء.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen