صفقات مليارية مع السعودية: هندسة اقتصادية اميركية في المنطقة
تثير زيارة دونالد ترامب إلى السعودية وقطر والإمارات جدلا حول برنامجها الذي سيشمل قضايا طغى عليها الجانب الاقتصادي والاستثمارات والصفقات الضخمة، التي استهلها بصفقة أسلحة ضخمة مع السعودية ما يطرح تساؤلات حول مدى تغليب ترامب ومحيطه لمصالحهم الشخصية على حساب السياسة الأمريكية.
بالبهرجة.. اتّسم اليوم الأول من زيارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب إلى الرياض، بعدما أعدّ له مضيفه ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، استقبالاً حافلاً مع صفقات ضخمة للسلاح، يعرف الأخير أنها لا تفيد كثيراً في تعزيز قوة المملكة العسكرية، وفق ما أظهره عدوانها على اليمن، وإنما يريد منها تبنياً أميركياً لتعزيز سلطته داخل المملكة وتعظيم دوره خارجها
ووقّعت الولايات المتحدة والسعودية صفقة أسلحة ضخمة، وصفها البيت الأبيض بأنها الأكبر في التاريخ، وذلك ضمن سلسلة اتفاقات أمضاها الجانبان في الرياض. ووسط استقبال ملكي حافل، دخل ترامب قصر اليمامة في الرياض بسيارة رئاسية سوداء يرافقها فرسان يحملون أعلام البلدين، في حين أُطلقت 21 طلقة مدفعية ترحيباً، وصاحبت مقاتلات إف - 15 سعودية الطائرة الرئاسية قبل هبوطها.
ورحّب ترامب، من هناك، بالوعد الذي قدّمه ابن سلمان باستثمار 600 مليار دولار في الولايات المتحدة، وجدّد مطالبة مضيفه بزيادة المبلغ إلى تريليون دولار
ويسعى ترامب، من خلال هذه الجولة، لإعادة صياغة أولويات السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، بدفع الدول الخليجية إلى ضخّ استثمارات مباشرة في الداخل الأميركي، وفي الوقت نفسه إطفاء نيران الحرب في غزة، والتي تعيق أي إمكانية لتحقيق الاستقرار الإقليمي اللازم لإنجاح هذه المبادرات
وعليه فإن نجاح هذه الجولة لن يُقاس بما يُقال فيها، بل بما سيُنجز بعدها؛ أي إن المرحلة المقبلة ستشكّل الاختبار الحقيقي لمدى قدرة الإدارة الأميركية، وترامب تحديداً، على تنفيذ وعوده، وتصحيح مسار سنوات من السياسات الأميركية المرتبكة في الشرق الأوسط. وإذا كانت قمة الرياض تُعدّ نقطة انطلاق مثالية للرئيس الأميركي، فهي بالتأكيد ليست محطة الوصول؛ بل إن تأثير جولته سيُقاس بحجم ارتداداتها على عواصم إقليمية مؤثّرة لم يشملها جدول أعماله، مثل تل أبيب وطهران وأنقرة، التي تُعد كلٌّ منها مفتاحاً أساسياً في معادلات الاستقرار أو الفوضى الإقليمية.