21 آب , 2025

مراوحة في المفاوضات وتصعيد ميداني.. الكيان يلوح باجتياح غزة ويماطل في الرد

بين ضغوط داخلية متصاعدة ومفاوضات حثيثة، يواصل العدو الصهيوني مماطلته في الرد على المقترح ما يثير تساؤلات حول نوايا تل أبيب الحقيقية، خاصة في ظل التمهيد المكثّف لعملية عسكرية وشيكة تستهدف مدينة غزة.

رغم مرور يومين على تسلّم الردّ الرسمي من حماس، لم يقدم الكيان الصهيوني حتى الآن أي موقف واضح، لا رفضًا ولا قبولًا. في المقابل، تواصل مصر وقطر اتصالات مكثّفة، خاصة مع واشنطن، لدفع تل أبيب نحو التعاطي الإيجابي مع مبادرة التسوية.

بعض التسريبات أكدت أن الكيان الصهيوني أبلغ الوسطاء بنيّته انتظار اجتماع "الكابينت" الأمني، لاتخاذ قرار نهائي بشأن المقترح، في وقت يتواصل فيه التباين داخل القيادة السياسية الإسرائيلية حول جدوى الصفقة.

بالتوازي، بدأ الجيش الإسرائيلي تنفيذ ما أسماه "المرحلة الأولى" من عملية "مركبات جدعون 2"، خطة هجومية تستهدف السيطرة الكاملة على مدينة غزة. وبينما يصفها جيش العدو بأنها ضرورية "لإخضاع حماس"، تتحدث القيادة السياسية بلغة مختلفة، ما يكشف عن توتّر داخلي حول جدوى العملية ومداها.

نتنياهو نفسه قلل المهلة الزمنية للسيطرة على المدينة، وأمر باستدعاء 60 ألف جندي احتياط، في وقت حذّر فيه جيش العدو من نقص في عدد القوات وارتفاع متوقّع في الخسائر البشرية.

الضغوط الداخلية تتصاعد، مع احتجاجات متكرّرة لأهالي الأسرى الإسرائيليين، الذين يرون في توسيع الحرب "طعنة في القلب"، خصوصًا وأن حماس وافقت على مبادرة تبادل جزئية قد تضمن الإفراج عن نحو 10 أسرى أحياء.

لكن وزراء من اليمين المتطرف، مثل بن غفير وسموتريتش، يرفضون أي صفقة لا تشمل "الحسم الكامل"، ملوّحين بالانسحاب من الحكومة في حال قبولها.

اللافت في هذه المرحلة هو الإفراط الإسرائيلي في تسريب تفاصيل الخطة العسكرية: مواعيد التعبئة، عدد الجنود، مراحل الهجوم، وحتى التقديرات البشرية للخسائر.

محللون يرون في ذلك جزءًا من "حرب نفسية" تهدف للضغط على حماس، أكثر من كونه إعلانًا لحرب شاملة.

فالعملية، وإن بدت قريبة، لا تزال تواجه تحفّظات من المؤسسة الأمنية والعسكرية، التي تدرك أن احتلال غزة ليس نزهة، بل معركة معقّدة تواجه مقاومة منظمة ومسلحة جيدًا.

في المقابل، أكدت حماس أن الإعلان عن بدء "مركبات جدعون 2" يُعد استمرارًا لحرب الإبادة، واستهتارًا بجهود الوسطاء.

وحذّرت من أن الاحتلال والإدارة الأميركية مسؤولان عن تداعيات العدوان، مؤكدة أن أي عملية عسكرية لن تحقق أهدافها.

فيما شدّدت حركة الجهاد الإسلامي على أن المقاومة "لن تخضع للابتزاز العسكري"، وأن الإفراج عن الأسرى لن يتم إلا عبر صفقة مشروطة بوقف العدوان وفك الحصار.

الكيان الصهيوني يواصل اللعب على حافة الهاوية، مفاوضات تُدار تحت التهديد، وتحشيد عسكري يُستخدم أداة ضغط أكثر من كونه قرارًا نهائيًا بالحرب.وفي ظل رفض سياسي واضح للصفقة الجزئية، ومع غياب أي رد رسمي، يبدو العدو أقرب إلى التصعيد منها إلى التهدئة.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen