ترامب يصل السعودية: الاقتصاد يتقدم على التطبيع
بدأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم من السعودية أولى جولاته الخارجية الرسمية منذ انتخابه على أن ينتقل بعدها إلى قطر ثم الإمارات، فأي اهداف لهذه الجولة وما هو جدول اعماله في الدول الخليجية ؟
الترليونات هو القاسم المشترك في هذه الجولة والجولة السابقة في ولايته الماضية، انها جوهر العلاقة التي تجمع الرئيس الاميركي دونالد ترامب بحكام الخليج
هذه المرة، سيقفل الرئيس الأميركي عائداً إلى أميركا وفي جعبته التزامات سعودية وخليجية تريليونية وسيتسنّى له أن يتفاخر بمقدار الأموال التي تعهّدت السعودية بضخها في الاقتصاد الأميركي، مع التركيز على أنّ حجمها سيكون مضاعفاً عمّا حصّله في زيارته الأولى، إذ سيحصل على تعهّد سعودي باستثمار ما يقارب 1 تريليون دولار على مدى 10 سنوات قادمة، منها 100 مليار دولار كمبيعات أسلحة.
وبعد أن يختتم لقاءه بولي العهد السعودي، سينتقل إلى الدوحة، حيث سيعلن من هناك عن صفقة طائرات مليارية مع شركة بوينغ، وعقد شراء طائرات من دون طيار من طراز MQ-9 Reaper كالتي يتقن تصيّدها اليمنيون، بقيمة ملياري دولار.
إضافةً إلى ذلك، أعلنت قطر عن خطط للاستثمار بكثافة في قطاعات أميركية مثل الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات، فيما ستحظى هديتها لترامب، والمتمثلة بطائرة بوينغ 747 الفاخرة، والتي تُقدَّر قيمتها بنحو 400 مليون دولار، بأغلب التغطية الإعلامية، لتخيّم على حقيقة أنّ قيمة ما ستقدّمه الدوحة حوالي 250 مليار دولار أقل بكثير مما ستقدّمه كل من الرياض وأبو ظبي.
أما ختام جولة ترامب الخليجية، فسيكون تريليونياً أيضاً، مع إعلان الإمارات مسبقاً أنّها ستستثمر في الولايات المتحدة بقيمة 1.4 تريليون دولار خلال العقد القادم، في قطاعات البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، وأشباه الموصلات، والطاقة، ومجالات صناعية أميركية أخرى.
كفّة السعوديين لن تكون راجحة، تماماً كما كان الحال خلال ولاية ترامب الأولى، عندما أغرق السعودية بالوعود والثناء على الحليف الذي لا يملك شيئاً إلا المال ووقف يتفرّج عليه عندما قصف اليمنيون منشآت أرامكو في بقيق ولكن من المرجَّح أن يعلن الرئيس الأميركي، شفهياً، أنّ الولايات المتحدة ستدافع عن السعودية إذا ما تعرّضت لهجوم من قبل إيران أو أيّ من حلفائها، من دون ذكر اسم اليمن، الذي اضطُر للذهاب إلى اتفاق لوقف إطلاق النار معه قبل أيام. على أن البرنامج النووي السعودي قد يكون المطلب الوحيد الذي سيشكّل إنجازاً للمملكة خلال الزيارة، حيث ترجّح نخب سياسية أميركية أن يوقّع ترامب وابن سلمان اتفاقاً للتعاون النووي السلمي.