رصاصة في قلب الحقيقة... الصحفي حسن إصليح شهيداً تحت القصف
خسر الإعلام الفلسطيني الصحفي حسن إصليح أحد أعمدة الحقيقة، الذي لطالما نقل بصورته وكلماته تفاصيل الألم في غزة، كان هذه المرة هو الخبر، شهيداً على سرير العلاج.
في فجرٍ جديد مثقلٍ بالدم، اغتالت طائرات الاحتلال الإسرائيلي الصحفي الفلسطيني حسن إصليح، بقصفٍ مباشر استهدفه داخل مجمع ناصر الطبي في خانيونس، جنوب قطاع غزة.
كان حسن يتلقى العلاج في قسم الحروق، بعد نجاته من محاولة اغتيال سابقة، قبل أن تعاجله طائرة مسيّرة بصاروخ، حوّل سرير شفائه إلى شاهدٍ على جريمة اغتيال مكتملة الأركان.
المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أعلن أن اغتيال الصحفي إصليح يرفع حصيلة الشهداء الصحفيين منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 215 صحفياً، في ما وصفه المكتب بـ"الاستهداف الممنهج" للإعلام الفلسطيني.
بيان المكتب حمّل الاحتلال الإسرائيلي، والإدارة الأميركية، وشركاءه من دول الغرب مسؤولية ما وصفها بـ"جريمة الإبادة الجماعية"، مطالباً بمحاسبة إسرائيل دولياً ووقف استهداف الإعلاميين.
وفي كلماتٍ مؤثرة، نعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الشهيد إصليح، مشيرة إلى أنه كان صوتاً وطنياً جريئاً، وعدسة لا تغمض، نقلت الحقيقة من تحت الركام إلى عيون العالم.
أما حركة المجاهدين، فقد وصفت الجريمة بـ"القتل المركّب"، وأكدت أن استهداف جريح على سرير العلاج يكشف فاشية الاحتلال واستهتاره بكل المواثيق الدولية.
كان حسن إصليح أكثر من صحفي... كان شاهداً على وجع غزة، وناقلًا للصورة حيث أرادها أن تكون: وثيقة إدانة. رحل، لكن صوته وعدسته ستبقى حاضرة، في كل ذاكرة، وكل شاشة، وكل منبر يقول: هنا كانت الحقيقة... وهنا استُهدفت.