12 أيار , 2025

من مطر الجحيم إلى التراجع المذل.. كيف كسر اليمنيون غطرسة ترامب؟

أطلق ترامب حملة عسكرية عنيفة ضد اليمن، لكن صمود القوات اليمنية أجبره على التراجع ووقف العدوان، في انتصار يُجسّد قوة الإرادة أمام الغطرسة الأمريكية.

أطلق دونالد ترامب في الخامس عشر من مارس حملةً عسكرية عدوانية على اليمن تحت اسم روت رايدر، متوهمًا أن بإمكانه إخضاع شعب يقاتل من أجل كرامته ودعمًا لغزة. بدأ العدوان بتهديدات نارية، وانتهى بهزيمةٍ علنية، بعدما أجبره اليمن على وقف العمليات في السادس من مايو، في مشهدٍ مُذلّ للرئيس الأمريكي السابق، الذي اعتاد أن يُملي الشروط لا أن يخضع لها
منصاتُ ترامب امتلأت صخبًا حين توعّد بـ”مطر النار”، لكن سُرعان ما تهاوت تلك

الغطرسة أمام صُمودٍ أسطوريّ، إذ نفّذت القوات اليمنية أكثر من 150 عملية متنوعة استهدفت السفن الأمريكية والإسرائيلية، وأسقطت سبع طائرات تجسس من طراز ام كيو ناين، وأرسلت صواريخها نحو الأراضي المحتلة، في تصعيدٍ أربك واشنطن وتل أبيب معًا
ورغم القصف الأمريكي الذي طال مئات المواقع، لم تنكسر إرادة اليمن، بل تصاعدت عملياته بدقة وتخطيطٍ عسكريٍ بارع، أجبر البنتاغون على الاعتراف بفشل الحملة، بعدما كشفت تقارير أمريكية عن كلفة تجاوزت المليار دولار، مقابل نتائج محدودة جدًا، بحسب “سي إن إن

وبينما كانت الغارات تحصد أرواح المدنيين، كان الشعب اليمني أكثر التزامًا بقضيته، وأكثر التصاقًا بجبهته، حتى أجبر ترامب على إعلان وقف العدوان، بعد وساطة عُمانية، دون أن يحصل على أي ضمانات بوقف الهجمات ضد “إسرائيل”، لتبقى يد اليمن ممدودة لغزة، وعينه على البحر الأحمر
وفي لحظة اعترافٍ هزلي، وصف ترامب أنصار الله بـ”الشجعان”، بعد أن كان يهددهم بالفناء، ليتحول إلى مادةٍ للسخرية في الشارع اليمني، الذي بات يردد: من “مطر الجحيم” إلى الإشادة بالشجاعة، هكذا يركع الأمريكي.
ما جرى لم يكن مجرد معركة عسكرية، بل درسٌ استراتيجي سَطّره اليمن بحبر الكرامة، ليُضاف إلى سجلٍّ من الصمود والمفاجآت.. وليبقى السؤال قائمًا: هل استوعب الغرب أن زمن الإملاء قد انتهى، وأن اليمن قد أصبح رقمًا صعبًا لا يُمكن تجاوزه؟

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen