12 أيار , 2025

رغم الاستهداف.. موانئ البحر الأحمر تواصل الصمود وتأمين الإمدادات الحيوية لليمنيين

نموذجٌ لثبات الإرادة في وجه العدوان ترسّخه موانئ البحر الأحمر، وعلى رأسها ميناء الحديدة، الذي يواصل أداءه الحيوي رغم الأضرار البالغة التي لحقت ببنيته التحتية جراء استهداف مباشر. ومع استمرار التهديدات، لا تزال هذه الموانئ تؤمّن الإمدادات الأساسية لملايين اليمنيين.

في وقتٍ تتعرض فيه البنى الاقتصادية اليمنية لضربات متلاحقة، تبرز موانئ البحر الأحمر كجبهة صامدة. ورغم القصف الذي طال الأرصفة والمعدات، ظل ميناء الحديدة مفتوحًا، يعمل بوتيرة منظمة، دون توقف في حركة السفن أو تأخير في تفريغ الحمولات.

جهود استثنائية تبذلها الكوادر الفنية والإدارية التي واجهت التحديات بخطط طوارئ فاعلة، مكّنت من استمرار التشغيل في ظروف يُفترض أن تؤدي إلى شلل تام.

وزير النقل محمد قحيم اعتبر الميناء جبهة اقتصادية بامتياز، مشيدًا بالعاملين الذين واصلوا العمل بإرادة وطنية صلبة. بدوره، وصف محافظ الحديدة عبدالله عطيفي ما يجري بأنه معركة اقتصادية متكاملة، تشارك فيها السلطة المحلية بدور مساند لمعركة البقاء.

الزيارات المتكررة من الوزراء والمحافظ لم تكن استعراضية، بل تحوّلت إلى أدوات فاعلة لحل المشاكل من الميدان مباشرة. وفي السياق ذاته، أكد رئيس مؤسسة موانئ البحر الأحمر، زيد الوشلي، أن العمل مستمر على مدار الساعة، وأن فرق الطوارئ تمكّنت من تجاوز آثار العدوان بسرعة وكفاءة.

ميناءا الحديدة ورأس عيسى يخضعان اليوم لخطة طوارئ دقيقة، في وقت لا تزال فيه السفن الأجنبية ترسو بثقة، وهو ما يعكس مصداقية الموانئ وقدرتها على العمل في ظل الاستهداف.

المشهد هنا يتجاوز الجانب التجاري، ليحمل بعدًا إنسانيًا بامتياز. فهذه الموانئ تشكّل المنفذ الأهم لدخول الغذاء والدواء والمساعدات إلى اليمن، ما يجعل صمودها جزءًا من معركة الدفاع عن الحياة والسيادة.

رغم الخراب الذي خلّفته الغارات، لا تزال الموانئ اليمنية تنبض بالحياة، والرسالة منها واضحة: لا يمكن لقوة أن توقف إرادة شعب قرر أن يصمد ويؤمّن حقه في الحياة.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen