العدوّ في مرمى الرد اليمني.. والعُزلة الجوية الدولية تتوسّع
يتصاعد التوتر في المنطقة، وتعلو نبرة التحذيرات، فالكيان الصهيوني يعيش تحت هاجس الردّ اليمني المرتقب، بعد سلسلة من الغارات الوحشية التي طالت البنية التحتية في العاصمة صنعاء ومحافظات يمنية أخرى. وفيما تتسع دائرة الرعب، تتوالى الانسحابات الجوية الدولية من أجواء الكيان، ما يشي بعزلةٍ تقترب وبردٍّ قد يكون مفاجئًا ومزلزلًا.
على صفيحٍ ساخن تعيش تل أبيب، راداراتها تستنفر، وعيونها شاخصة نحو السماء… فالرعب يتسلّل من صنعاء، بعد ساعات من عدوان وحشي طال المطار الدولي، ومحطات الكهرباء، ومصانع الإسمنت في باجل وعمران.
الردُّ آتٍ، بهذه النبرة الحاسمة تحدث المشير الركن مهدي المشاط، القائد الأعلى للقوات المسلحة اليمنية، قائلًا: "ردُّنا بإذن الله سيكون مزلزلًا، مؤلمًا، ولن يكون بمقدور العدوّ تحمّله"… ثم تابع متوعدًا: "سيدفع العدوّ ثمنًا باهظًا، وسيدرك حجم جرمه".
في تل أبيب، هذه التصريحات لم تمرّ مرور الكرام. دوائر الاستخبارات رفعت مستوى التهديد، والجيش أعلن حالة التأهب القصوى تحسبًا لضربة يمنية مباغتة.
ومع ارتفاع منسوب القلق، بدأت شركات الطيران الدولية بالانسحاب واحدة تلو الأخرى، وكأن السماء المحتلة على موعد مع عاصفة لا أحد يعرف متى تضرب… لكنها قادمة لا محالة.
الخطوط البريطانية بادرت بإلغاء رحلاتها حتى منتصف الشهر، تبعتها رايان إير، أكبر شركات الطيران الأوروبية، التي أعلنت وقف رحلاتها إلى "يافا". ثم توالت الانسحابات: طيران أوروبا، الخطوط الإثيوبية، البلطيق، البولندية، وحتى دلتا الأمريكية، أعلنت تأجيل العودة إلى "بن غوريون" حتى إشعارٍ آخر.
هذه الانسحابات لم تكن بدافع الخوف فقط، بل نتيجة قناعة آخذة بالترسّخ… أن الكيان لم يعد آمنًا، لا على الأرض ولا في الجو.
وفي تقريرٍ نشره موقع "كالكاليست" العبري، أشار بوضوح إلى أن قطاع النقل الجوي في إسرائيل يعيش حالة من "الشلل والارتباك"، مضيفًا: "لا أحد يعرف متى أو إن كانت شركات الطيران ستعود من جديد".
المشهد برمّته يُنذر بتغيرٍ في قواعد الاشتباك… حيث تحوّلت صنعاء إلى رقم صعب، والرد اليمني المنتظر بات أشبه بزمنٍ معدود… في طريقه للاكتمال.