05 أيار , 2025

ضربة بن غوريون: رسائل من نار لتل ابيب وواشنطن

جاءت عملية استهداف مطار بن غوريون الذي يعد من أهم شرايين الملاحة الجوية، كتحول نوعي يثبت أن خيارات القوات المسلحة اليمنية في الردع تجاوزت الدفاع إلى الهجوم المباشر في عمق الكيان الصهيوني حاملة معها رسائل سياسية كما عسكرية.

في لحظة سياسية وعسكرية فارقة،  جاءت الضربة اليمنية التي استهدفت مطار بن غوريون حاملة معها جملة من التأكيدات على رأسها الرسالة السياسية

فبالاستهداف اكدت اليمن ان عملياتها تنطلق من رؤية استراتيجية تعتبر القضية الفلسطينية جوهر الصراع، وترى في نصرة غزة واجباً أخلاقياً ودينياً وسيادياً، يعيد تعريف دور الشعوب الحرة في مواجهة الهيمنة الصهيونية والغربية.

من الناحية التقنية، فشلت منظومات الدفاع الأمريكية والإسرائيلية في اعتراض الصاروخ، ما يفتح باباً واسعاً للأسئلة عن مدى هشاشة القبة الحديدية أمام التطوير اليمني المتسارع في مجال الصواريخ الباليستية والتقنيات الفرط صوتية.

الأثر النفسي للضربة لا يقل أهمية عن أثرها العسكري؛ فالهلع الجماعي في الداخل الإسرائيلي يعيد إلى الواجهة قدرة اليمن على التأثير في عمق العدو وخلق حالة من الرعب والشلل، وهو ما لم تقدر عليه أنظمة تملك جيوشاً وميزانيات هائلة.

وفي مقابل الضربة، جاء بيان القوات المسلحة اليمنية واضحاً وحاسماً بأن العمليات العسكرية اليمنية، تُعد ردًا طبيعيًا على جرائم الإبادة في غزة، وإنذارًا جادًا لكل من يشارك أو يسكت عن المجازر، أما شركات الطيران العالمية فدّعيت مجدداً لوقف رحلاتها إلى تل أبيب، في تحذير عملي يؤكد جدية الاستهداف القادم.

يرى محللون عسكريون، أن استهداف مطار بن غوريون يمثل تحولًا في العقيدة القتالية اليمنية، من الردع البحري إلى استهداف المراكز العصبية في كيان العدو، مؤكدين أن هذه الضربة ستفرض على تل أبيب إعادة حساباتها بالكامل تجاه اليمن، الذي بات رقماً مرعباً في معادلة الصراع.

أما على صعيد الأصداء، فقد مثلت العملية صدمة في الداخل الصهيوني، وتحولت إلى حديث مراكز القرار والدفاع، بينما رحبت حركات المقاومة الفلسطينية وكذلك العديد من القوى الشعبية والرسمية في محور المقاومة بهذه العملية، واعتبروها خطوة نوعية في كسر هيبة الكيان، ورسالة دعم عملي لأهل غزة الذين يتعرضون لجريمة إبادة منذ أشهر دون أن يلتفت إليهم العالم.

بهذا التحول النوعي، تثبت القوات المسلحة اليمنية أن خيارات الردع تجاوزت الدفاع إلى الهجوم المباشر في عمق الكيان الصهيوني، إذ أن استمرار هذه العمليات يحمل دلالات استراتيجية تتجاوز اللحظة، وتؤسس لمرحلة جديدة من التوازنات الإقليمية التي لن يكون اليمن فيها إلا في موقع التأثير والمبادرة.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen