جولة ثالثة للمفاوضات الامريكية الايرانية.. طهران تتمسك بثوابتها والمخاوف الصهيونية تتزايد
للاسبوع الثالث على التوالي، تستمر المفاوضات الايرانية الامريكية غير المباشرة بوساطة عمانية، حيث تعقد اليوم في مسقط.. أما إحراز أي تقدم في هذه المحادثات فيبقى مرهونا بإظهار حسن النية والجدية والواقعية من قبل واشنطن، بحسب الخارجية الايرانية والتي جددت التأكيد على تمسك طهران بثوابتها.. وبالتوازي تتزايد المخاوف الصهيونية من التوصل الى اتفاق لا يستجيب لمطالب الكيان.
جولة ثالثة من المفاوضات، انطلقت في العاصمة العمانية مسقط، بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والولايات المتحدة الامريكية، بعد جولتين انعقدتا في مسقط وروما، ووصفها الطرفان بالإيجابية والمتقدّمة. إلا أن هذه الجولة تعتبر أكثر تعقيدا نظرا للملفات الشائكة التي تناقشها، حيث ينتقل الطرفان الى مرحلة التفاصيل الفنية وصياغة نص الاتفاق، الأمر الذي يمكن أن يشكّل بحد ذاته أصعب مراحل المفاوضات.
مصادر مطلعة، اشارت الى أن البرنامج النووي الإيراني ورفع العقوبات عن إيران، يتصدّران جدول أعمال الجولة الثالثة، إلا ان النزاع الاكبر يدور حالياً حول مستوى التخصيب الإيراني، وكذلك مخزونات اليورانيوم العالي التخصيب. حيث تمارس واشنطن ضغطاً على طهران لإيصال مستوى تخصيب اليورانيوم إلى الصفر، أو على الأقل إلى المستوى المقبول الذي أقرّه اتفاق عام 2015، أي 3.67%، كما أنها تريد نقل مخزونات اليورانيوم المخصّب إلى خارج إيران.
بالمقابل تتمسك إيران بمبدأ حقها في تخصيب اليورانيوم بنسبة 3.65%، وهو حق مقبول لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وفي هذا السياق يوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي أن تصريحات الجانب الإيراني جاءت تأكيدا على خطوط طهران الحمراء وثوابتها في حقها بتخصيب اليورانيوم، وعدم مناقشة قدراتها الصاروخية وتحالفاتها الاقليمية بالمطلق. وأكد بقائي أن التقدم في المحادثات يتطلب من الجانب الآخر إظهار حسن النية والجدية والواقعية، وان الوفد الإيراني سيعدل خطواته وإجراءاته وفقا لسلوك الجانب الآخر، بناء على السجلات والتجارب السابقة.
بدورها افادت المتحدثة باسم الحكومة الايرانية فاطمة مهاجراني أن إيران تظل حذرة بشأن النوايا الحقيقية للحكومة الأميركية، مشيرة الى استعداد بلادها للتوصل إلى اتفاق في الوقت المناسب.
وبموازاة المرحلة الحاسمة التي دخلتها المفاوضات غير المباشرة بين البلدين، تتزايد المخاوف في الاوساط الصهيونية، بأنّ إيران والولايات المتحدة تتقدّمان نحو اتفاق سيء لا يستجيب لمطالب الكيان. حيث يشير اعلام العدو، الى أنّه، في بداية هذا الأسبوع، جرى نقاش مقلص في هذا الموضوع بحضور 3 أشخاص فقط: هم رئيس حكومة العدو ووزير الحرب الصهيوني وشخصية كبيرة جدًّا في جيش الاحتلال مُنع نشر اسمها. حيث طفت المخاوف بعد هذا النقاش، لأن إسرائيل ببساطة ليس لديها معلومات كافية، والأميركيون لا يشاركونها الأمور، وهو ما رفع من منسوب القلق الاسرائيلي.