حرب تمويل بين إدارة ترامب والجامعات الكبرى في الولايات المتحدة
في ظل ضغوط سياسية غير مسبوقة من إدارة ترامب، تتجه كبرى الجامعات الأميركية إلى إجراءات مالية طارئة لحماية استقلالها ومصادر تمويلها، وسط تهديدات بتجميد الدعم الفيدرالي وتعليق عشرات المنح البحثية.
في ظل تصاعد الضغوط السياسية التي تمارسها إدارة دونالد ترامب، لجأت جامعات أميركية كبرى إلى إجراءات مالية ضخمة وغير مسبوقة، في محاولة لحماية استقلالها الأكاديمي ومصادر تمويلها. فقد أعلنت جامعة هارفارد عن اقتراض 750 مليون دولار من سوق السندات، بعد تلويح الإدارة الفيدرالية بمنع تمويلات تصل إلى 9 مليارات دولار، على خلفية اتهامات بمعاداة السامية داخل الحرم الجامعي، وهو ما اعتبرته الجامعة تهديدًا صريحًا لاستقلالها، ما دفعها إلى رفع دعوى قضائية ضد الحكومة الامريكية
من جهتها، أصدرت جامعة برينستون سندات بقيمة 320 مليون دولار، بينما جمعت “نورث وسترن” 500 مليون، وتحاول “ييل” الآن بيع جزء من استثماراتها في الأسهم الخاصة بمليارات الدولارات، كوسيلة لتأمين سيولة طارئة. وتُعدّ هذه الخطوات المالية الأكبر منذ أزمة 2008 وجائحة كورونا، وتعكس حجم الأزمة التي تمر بها مؤسسات التعليم العالي نتيجة السياسات الفيدرالية الأخيرة
وفي تطور موازٍ، كشفت جامعة “برينستون” أن عشرات المنح البحثية التي كانت ممولة من وزارات الدفاع والطاقة ووكالة ناسا قد تم تعليقها، في حين تلقّت أكثر من 60 جامعة رسائل تحذيرية من وزارة التعليم تهدد بعقوبات تمويلية على خلفية مزاعم بتمييز عنصري أو عدم الحماية من معاداة السامية. وسط هذه الأجواء، يستعد الكونغرس لمناقشة تعديلات جديدة تطال الضرائب على الأوقاف الكبرى، ما يهدد بتوسيع دائرة الجامعات المتأثرة، ويضع التعليم العالي الأميركي أمام معركة تمويلية وسياسية مفتوحة