اعترافات غالانت بشأن النفق.. صراع سياسي يمهد لانهيار الكيان
اعتبر خبراء ومحللون سياسيون أن تصريحات وزير الحرب الصهيوني السابق يوآف غالانت بشأن صورة كاذبة لنفق في محور فيلادلفيا جنوب غزة تأتي في إطار الصراع السياسي وتمهد لانهيار داخلي بالكيان.
فضيحة جديدة يكشفها إعلام الاحتلال لتزيد الطين بلة بشأن الجدل داخل الكيان بشأن شفافية قيادته العسكرية والسياسية والضغوط الإعلامية التي تمارسها في التعامل مع ملف الأسرى ونتائج الحرب المستمرة على قطاع غزة.
جيش الاحتلال وبحسب تحقيق لقناة كان العبرية تلاعب بالحقائق في رفح وقدم معلومات مضللة للرأي العام بشأن ما أعلنه سابقا عن اكتشاف نفق استراتيجي في محور فيلادلفيا جنوب القطاع.
وكشف التحقيق أن ما تم تصويره وتقديمه كنفق بعمق عشرين مترا لم يكن في الحقيقة سوى خندق بعمق متر واحد فقط استخدم لتبرير استمرار العمليات العسكرية في رفح ومنع إتمام صفقة تبادل أسرى مع المقاومة الفلسطينية.
هذه المعلومات والحقائق أكدها وزير جيش الاحتلال المقال يوآف غالانت الذي صرح خلال التحقيق بأن الخندق لم يكن موجودا أصلا وتم تسويقه على أنه نفق كبير للمبالغة في أهمية السيطرة على المحور وتأجيل الصفقة.
خبراء ومحللون سياسيون اعتبروا أن تصريحات غالانت بشأن صورة كاذبة لنفق في محور فيلادلفيا جنوب غزة تأتي في إطار الصراع السياسي وتمهد لانهيار داخلي بالكيان، مع الاشارة إلى أن هذه الاعترافات رغم صدورها عن شخصية لم تعد في موقع حكومي فإنها تحمل وزنا نسبيا كبيرا نظرا لخلفية غالانت الأمنية والعسكرية ودوره السابق في صناعة القرار الأمني خلال مرحلة حساسة.
وبحسب خبراء أن غالانت ورغم اصطفافه في المعارضة فإنه لا يمتلك اليوم سلطة تنفيذية ولا تأثيرا مباشرا على قرارات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أو على بنية القيادة الأمنية والعسكرية الحالية، مشددا على أن تصريحاته تأتي في إطار المناكفات السياسية وتسجيل النقاط الداخلية أكثر من كونها أدوات تغيير فعلي في مجريات الأحداث.
واذا ان تراكم هذه التصريحات من شخصيات بارزة في الأمن والسياسة -سواء من داخل الحكومة أو خارجها- يزيد الضغط على حكومة الاحتلال ويكشف حجم التباينات داخلها، مما يضعف الرواية الرسمية التي تحاول إسرائيل ترسيخها أمام جمهورها المحلي والدولي، فإنها لانهيار تدريجي في جبهة الثقة الداخلية الإسرائيلية، وتوفر فرصة ثمينة للمقاومة الفلسطينية لاستثمارها في معركة الرواية، وفضح التناقضات الإسرائيلية والتشكيك في مصداقية الحرب وأهدافها.
وفيما يتعلق بالتأثير المحتمل لهذه التصريحات فأنها تفضح زيف المبررات التي استند اليها الكيان في استهداف رفح واستمرار العدوان عموما، في ظل اختلال موازين القوى وهيمنة الولايات المتحدة ودعمها المطلق للاحتلال.