في ظل العجز العسكري الأمريكي.. العمليات اليمنية تعمق أزمة إدارة ترامب
على وقع العمليات العسكرية اليمنية المستمرة، تتعمق أزمة الرئيس الامريكي دونالد ترامب، وسط عجز تام عن إيقاف هذه العمليات او الحد منها.. وهو ما أقر به ترامب معترفا، بأن عمليته العسكرية في اليمن لم تحقق حتى الساعة هدفها في ايقاف أو حتى تقليل حدة العمليات اليمنية.
العدوان الأمريكي على اليمن سيتواصل حتى تتراجع العمليات اليمنية ضد القوات الأمريكية وحرية الملاحة في البحر الأحمر.. تصريح جديد صادر عن الرئيس الامريكي دونالد ترامب، يشكل اعترافا صريحا بفشل عمليته العسكرية واعتداءاته على اليمن في التأثير على وتيرة عمليات القوات المسلحة، والتي لا تزال تحافظ على كثافتها دون أي تراجع.
تصريح يكشف عن حجم ازمة ترامب في اليمن في ظل العجز المطلق لواشنطن عن رفع الحصار اليمني المفروض على كيان العدو الإسرائيلي في البحر الأحمر. اذ يؤكد مراقبون أن بعبارة حتى يتراجع يعترف ترامب بتأثير العمليات اليمنية على القوات الأمريكية، وعلى ملاحة كيان العدو في البحر الأحمر، وعدم تأثر وتيرتها، بعد أن كان في بداية عدوانه المفاجئ على اليمن يستخدم مفردات متعددة منها القضاء على الحوثيين وفق تعبيره والتوقف الكامل للعمليات في البحر الأحمر.
وفيما كرر ترامب ادعاءاته بأن امريكا حققت جملة من الإنجازات في اليمن منها استهداف مقرات ومخازن أسلحة وقيادات، غير أن العدوان الأمريكي على اليمن لم يمس القدرات اليمنية بأي سوء، وفق تأكيد رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير الركن مهدي المشاط والذي أكد بأن القدرات العسكرية اليمنية لم تتضرر ولو بـ 1%.
ويلاحظ مراقبون هنا التغير اللافت في خطاب الرئيس ترامب، فالنبرات القوية والحادة قد اختفت من قاموسه، وبات يحبذ اللجوء إلى مصطلحات أقل وطأة، ما يشير إلى أنه بات يطمح فقط بتخفيف وتيرة العمليات اليمنية، ولم يعد يهدد بإيقافها حتى لا يتعرض لحرج الهزيمة في المستقبل القريب.
الازمة الامريكية المتجددة في اليمن، تناولها مقال لصحيفة svpressa الروسية، والذي أكد أن الرئيس ترامب يتصرف كما لو كان في لعبة فيديو، وليس في إدارة جيوسياسية واقعية، معتبرًا أن استئناف ترامب لغارات مكثفة على اليمن بعد أقل من 100 يوم على عودته للبيت الأبيض يُظهر ميلًا للمغامرة المفرطة.
وأشار الكاتب إلى أن أكثر من 400 غارة جوية أمريكية نُفذت على اليمن خلال أبريل وحده، في محاولة لوقف الهجمات اليمنية على السفن الأمريكية والإسرائيلية والبريطانية، مؤكدًا أن هذه الغارات رافقتها حملة دعائية مكثفة في الإعلام الغربي هدفها الإيحاء بأن الجماعة باتت على وشك الانهيار.
لكن المقال سخر من هذه الرواية، واصفًا إياها بأنها تكرار ممل لسيناريوهات قديمة، يخفي فشلًا حقيقيًا في التعامل مع الواقع اليمني، واختتم المقال بالتأكيد على أن من يراهن على زوال أنصار الل إنما يبني حساباته على أمانٍ إعلامية، لا على معطيات ميدانية.