العدوان الأمريكي على اليمن: مفاعيل عكسيّة تعمّق مأزق واشنطن
تقارير أمريكية جديدة تتحدث عن فشل واشنطن في تحقيق أهدافها العملياتية في اليمن، إلى جانب فشلها كذلك في تحقيق الأهداف الإستعراضية من خلال حشد أساطيلها وقاذفاتها الشبحية الأمر الذي يجعل الإخفاقَ أشدَّ تأثيرًا.
بعد مرور حوالي شهر على بدء العدوان الأميركي على اليمن الهادف لإسناد العدوّ الصهيوني، وبالرغم من حملة التهديدات والتهويلات التي رافقته، بدأت النتائج العكسية لهذا العدوان تستحوذ على المشهد بسرعة، وهو ما تقر به الاوساط الاميركية كما الصهيونية.
تقارير أمريكية جديدة سلطت الضوء على فشل واشنطن في تحقيق أهدافها العملياتية التي تحولت إلى آمال تستنزف الموارد العسكرية بلا طائل، كما فشلها الاضافي في تحقيق الأهداف الاستعراضية من خلال حشد أساطيلها وقاذفاتها الشبحية.
مجلة أمريكان كونسيرفاتيف الأمريكية نشرت تقريرًا جديدًا سلطت فيه الضوء على المخاوف المُستمرّة من استنزاف موارد الجيش الأمريكي في العدوان على اليمن بدون تحقيق أية نتائج، وخُصُوصًا الصواريخ والذخائر التي يصعُبُ تجديدُ مخزوناتها بسرعة الأمر الذي يشير إلى أن استمرار العدوان بات يشكّل ضغطًا متزايدًا على واشنطن نفسها.
ووَفقًا للمجلة فقد بات واضحًا أن الولايات المتحدة تستخدم صواريخها وتنفقها بوتيرة أسرع من قدرتها على إنتاجها، ونقلت المجلة عن دان جرازيير، مدير برنامج إصلاح الأمن القومي في مركز ستيمسون الأمريكي للأبحاث قوله إن محاربة اليمن بترسانة تبلغ قيمتها تريليون دولار يشكِّلُ حماقةً استراتيجيةً وهدرًا للموارد.
كما وعبرت تقارير أمريكية مؤخّرًا عن مخاوفَ صريحة من تحول العدوان الأمريكي على اليمن إلى فضيحة وإلى نكسة جديدة، حيث لفتت مجلة ناشيونال إنترست الأمريكية الى إن إرسالَ سِتِّ قاذفات شبح (بي -2) إلى قاعدة دييغو غارسيا في المحيط الهندي واستخدامها في العدوان على اليمن، كاستعراض للقوة، فشل في إيصال رسائل الردع التي أرادت إدارةُ ترامب توجيهَها لصنعاء، مشيرة إلى أن الحقيقَة الثابتة هي أنه بعد أكثرَ من عام ونصف عام من التدخل البحري الأمريكي، لا يزال اليمنيون أقوياء.
وازاء هذا يقول مراقبون إن هذا التناولُ يشكِّلُ نتيجةً عكسيةً مهمةً للعدوان الأمريكي الجديد الذي كان من أهدافه إعادةُ ترميم سُمعة البحرية الأمريكية وحاملات الطائرات التي انهارت سُمعتها خلال العام الماضي، وهو ما يعني أن إدارةَ ترامب لم تستطع فعلًا الخروجَ من المأزِق بل إنها تساهمُ في توسيعِ ذلك المأزِق وتداعياته بشكل أكبر، حَيثُ يشكّل سقوطُ هيبة القاذفات الشبحية ضربةً مهمةً لن يمر وقتٌ طويلٌ قبل أن يبدأ المحللون الأمريكيون بالحديث بصراحة عن خطر استفادة خصومِ الولايات المتحدة منها.