غزة بلا مشاف: الاحتلال يُجهز على المنظومة الصحية
في عدوان متواصل منذ تشرين الأول الفين و ثلاثة و عشرين حولت إسرائيل مستشفيات غزة إلى أهداف عسكرية مباشرة، ضمن سياسة ممنهجة لتفكيك المنظومة الصحية ودفن الحياة تحت الركام.
منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، لم تكن المستشفيات في قطاع غزة استثناءً من بنك أهداف آلة الحرب الإسرائيلية، بل تحوّلت إلى مركز النار. استهدافٌ مباشر وممنهج طاول 36 مرفقاً طبيًا، بينها 15 مستشفى داخل مدينة غزة وحدها، ما أسفر عن خروج معظمها عن الخدمة وترك قرابة مليون إنسان دون علاج، وفق ما أوردته مصادر إعلامية فلسطينية
مدينة غزة، التي تحتضن 40% من بنية القطاع الصحية، تعرّضت لحرب مركّزة على مشافيها العامة والتخصصية، أبرزها: مجمع الشفاء الطبي، المستشفى المعمداني، ومستشفى القدس للهلال الأحمر، إضافة إلى مستشفيات للأطفال كالرنتيسي والنصر والدرة، ما يكشف عن استهداف صريح للفئات الأضعف، وبنية الحياة من جذورها
الجيش الإسرائيلي، بحسب بيانات رسمية صادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، استخدم القصف المباشر والحرق والتدمير لإخراج هذه المرافق من الخدمة. القائمة تضم مستشفيات من الشمال إلى رفح: ناصر، أبو يوسف النجار، الإندونيسي، العودة، كمال عدوان، بيت حانون، إلى جانب مؤسسات مثل الصداقة التركي، العيون، الحلو، أصدقاء المريض، الصحابة، الوفاء، اليمن السعيد، والأمل، وغيرها
آخر المستشفيات المستهدفة كان “الأهلي المعمداني”، المستشفى الوحيد الذي بقي يقدم خدماته وسط مدينة غزة، قبل أن يُقصف بعد تهديد مباشر دفع الطواقم إلى إخلائه قسراً تحت الخوف
إنها ليست حملة عسكرية فقط، بل فصل من فصول الإبادة المنظمة التي تستهدف الحياة في أساسها. فحين يُقصف سرير المريض، ويُطرد الجريح من غرفة العمليات، يصبح العالم كله شريكًا في الجريمة بصمته