شعبُ الايمان والحكمة في وداع شهيد الإسلام والإنسانيّة: أوفياءٌ وعلى العهد
يُودّع شعب اليمن الأبيّ شهيد الإسلام والإنسانيّة، سيّد شهداء طريق القدس السيد حسن نصرالله في مشهديّة خاصّة تُعبّر عن الوفاء لقائد استثنائيّ مؤكداً أنه باق على نهج سيّد الوفاء وأنّ رحيل شخصه لن يزيده إلاّ ثباتاً وتمسّكاً بكلّ ما كرّسته هذه الشخصيّة القياديّة النّادرة من إرث فكريّ وانسانيّ واخلاقيّ.
على كُـلّ المستويات يشهد اليمن حراكًا كَبيرًا مع قرب مواراة جثمان شهيد الإسلام والإنسانية الشهيد القائد السيد حسن نصرالله، حتى بدت بيروت في صنعاء، ليجسّد اليمنيون أروعَ صور مبادلة الوفاء بالوفاء لسيد الوفاء.
هُنا في طرقات اليمن تمرّ أمامك آلاف اللوحات والصور التي زينت الشوارع والأحياء ومعها الحضور الشعبي في عموم المحافظات الحرة ، ثم الزخم الإعلامي الكبير في وسائل الإعلام الوطنية التي باتت لا تنطق إلا بنصر الله، والحراك غير المسبوق في مواقع التواصل الاجتماعي الذي جعل من الشهيد السيد نصرالله أيقونة كُـلّ المِنصات بصوره وخطاباته وكلماته التي ما تزال تؤرق العدوّ من قريب وبعيد وتثبّت معادلة هذا الشهيد المجيد.
وفي السياق السياسي والرسمي والشعبي، تتوالى التصريحات والبيانات من أعلى هرم الدولة اليمنية لتجديد العهد لفدائي غزة، فيما القاعدة الشعبيّة الجماهيرية تزأر في مئات الوقفات والمسيرات بهتافات "لبيك يا نصرالله".
صنعاء والمحافظات الحرة احتصنت مئات الأنشطة الجماهيرية الشعبيّة والثقافية والخطابية، فكان هذا صورة من الصور تجعل ضاحية التضحية والفداء، في عمق اليمن أرضًا وشعبًا.
وفي مِنصات التواصل الاجتماعي بكل أنواعها، حَيثُ أضحت صورُ نصر الله أيقونةَ ملايين الحسابات، فيما تنتشر خطاباته في كُـلّ الصفحات، خُصُوصًا تلك الخطابات التي أظهر فيها الوفاء الفريد لليمن وقائده ومجاهديه.
الوفاء اليمانيّ لا يهدأ وبكلّ الوسائل يُعبّر اليمنيون عن عظيم تقديرهم للشهيد القائد السيد نصرالله حيثُ يخط اليمانيون عهدًا جديدًا من الوفاء، ويؤكّـدون أن دفن جثمانه الطاهر في الأرض، يعني زراعته ببذرة ستنبت مزيدًا من الفداء والتضحية والإنسانية والوفاء في كُـلّ أرجاء الدنيا، فالسيد دُفن جثمانًا وارتقى روحًا ملهمةً، وبقي نصرالله ومنهجيته وكل معادلاته ثأرًا مسلّطًا على رقاب الكفر والاستكبار والنفاق.
ولأنّ شهيد الإسلام والإنسانية السيد القائد حسن عبدالكريم نصر الله كان الوفي لكل ذي مظلمة، وكان الإنسان العابر للجغرافيا والأعراق والأديان والمذاهب، ليكون يوم مواراة جثمانه بداية مرحلةٍ جديدةٍ من الفداء والعطاء، أرضيتها مزروعة بجسد الطاهر حسن، وسماؤها صدّاحةٌ بروحه ومنهجيته وكل أرجائها تكبّرُ بـ "نصر الله"، ويكونُ "أبو هادي" فيها قِبلةَ الثائرين وملهم المجاهدين المؤمنين بنصر الله اليقين القادم لا محالة.