22 شباط , 2025

الشهيدان القائدان نصرالله وصفي الدين أخوة الدم والمقاومة ورفيقا الدرب والشهادة

في عالم الجهاد والشهادة، تبرز قصصٌ تتجاوز حدود الزمن، قصة السيدين، الأمين الاقدس الشهيد السيد حسن نصرالله والسيد الهاشمي هاشم صفي الدين، ليست مجرد علاقة قادة بل هي تجسيد لمعنى الأخوة في أسمى صورها، وهي مثال حي على كيف يمكن للشخصين أن يشتركا في نضال واحد في الحياة والشهادة، ويؤسسا مسارًا مقاومًا يتجاوز حدود الارض الى السماء.

في قصّة امتزجت فيها الثورة والإيمان، كان السيدان، الأمين والسيد الهاشمي، أعمق من صلة الدم وأشمل من تشابه المحيا. فقد جمعتهما طفولة واحدة، دراسة مشتركة، طلب علم لا ينتهي، وجهاد مستمر تحت راية الثورة التي أضاءت دربهم. كانت قم المقدسة في عام 1982، قبل الاجتياح الصهيوني للبنان، شاهدة على بداية تلك العلاقة، حيث كان السيد الأمين راعيًا للسيد الهاشمي، معًا في درب النضال وفي إيمان مشترك بثورة الإمام الخميني.

في عام 1992، عندما استشهد الأمين العام لحزب الله السيد عباس الموسوي، وجد السيد حسن نصرالله نفسه في موقع القيادة، ليكمل مسيرة الشهادة والإيمان. في تلك المرحلة، أوكل إلى السيد هاشم صفي الدين مسؤوليات كبيرة، بدايةً من منطقة بيروت، ثم الجنوب، ليصل في النهاية إلى رئاسة المجلس التنفيذي. كان الاختيار، كما قيل، اختيارًا دقيقًا، إذ اختار السيد نصرالله شبيهًا له في الشكل والعقل، إذ كانت المأساة والمقاومة طريقًا واحدًا، والمسار مشتركًا، بين قلبين ينبضان بالإيمان والتضحية.

كان السعي نحو مأسسة حزب الله، جنبًا إلى جنب مع تأسيسه المقاوم، على رأس أولوياتهم. وفي هذا الطريق، كانت الإنجازات تتوالى. لكن العلاقة بين السيدين لم تكن مجرد علاقة تنظيمية؛ كانت علاقة أخوية نابعة من التفاهم العميق. فبينهما، لا توجد معقدات أو مقدمات، فقط حديث بسيط، مليء بالاحترام والتقدير المتبادل.

وفي أوقات الشدّة، كانت هذه الأخوة تتجسد بشكل أسمى. ففي لحظات الفقدان، وفي جنازة نجل السيد نصرالله الشهيد، كان السيد الهاشمي، إلى جانب السيد نصرالله، ليقول له: "نحن معك في كل خطوة". هذا الرابط، الذي لا يمكن لأشواك الحرب أن تكسره، هو أصدق تجسيد للوفاء.

وفي مجلسهم الخاص ماذكر السيد الهاشمي السيد نصرالله إلا وذكره بصفة "سماحة". كان، في نظره، قائدًا، مرشدًا، وأبًا روحيًا. هذا الاحترام المتبادل كان يعرفه العدو قبل الصديق، وأيقن دائمًا أن بين السيدين علاقة أعمق من مجرد كلمات. فحتى عندما غاب أحدهم، كان الآخر يهرع للحفاظ على المسيرة والمبادئ، وكلما غاب قائد، كان الآخر يحمل الأمانة بكل أمانة.

في ظل هذا الترابط العميق، تأكد الجميع أن الأمانة لا تترك في يد من لا يستحقها، وأن المقاومة ستظل حية في قلوب أولئك الذين يحملونها في كل لحظة لذا تشاركا في الدنيا بجهادهما وعطاءهما وسارا سويا في درب الشهادة .

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen