مستوطنو الشّمال ومُتلازمة فقدان الثّقة: الحكومة تخلّت عنّا
يُلازم فقدان الثقة وعدم الشّعور بالأمان سكّان المُستوطنات الشّماليّة الّذين ورغم اتفاق وقف إطلاق النّار مع لبنان لازالوا يخشون العودة إلى مستوطناتهم ، بالوقت الذي يُؤكّدون فيه بأن حكومة نتنياهو تخلّت عنهم واصفين الوضعَ على الحدود مع لبنان بأنّه خطر مُحدِق.
مُتلازمتان تُقيّدان عودة مستوطني الشمال إلى مستوطناتهم أوّلها فقدان الثقة بحكومة بنيامين نتنياهو وثانيها عدم الشعور بالأمان، هذا ما تحدّثت عنه وسائل إعلام إسرائيلية سلّطت الضوء على خشية الإسرائيليين من العودة إلى مستوطناتهم في الشمال خشية من المقاومة.
صحيفة إسرائيل هيوم الإسرائيلية أكدت أنّ سكان مستوطنات الشمال خائفون من العودة إلى بيوتهم وذلك بعد عودة حزب الله إلى جنوبي لبنان.
وكشف مراسل الصحيفة في الشمال، عيدان أفني، أنّه وخلال الأسبوع الماضي، طُلب من سكان المطلة الدخول 3 مرات إلى الملاجئ خشية من تسلل الطائرات المُسيّرة، مضيفا: من المرجّح جداً أنكم لم تسمعوا عن ذلك.
وأضاف أفني في المرات الثلاث لم يتمّ تفعيل الإنذار، كاشفا انه تمّ إصدار التوجيه للدخول إلى الملاجئ بهدوء عبر مجموعة في "الواتسآب" الخاصة بمستوطنة المطلة.
الاعلام الإسرائيلي تحدث عن عراقيل وصعوبات تمنع المستوطنين من العودة إلى الشمال منها عدم وجود بنية تحتية، وعدم ترميم المنازل المتضررة، وعدم وجود مؤسسات تعليمية، لافتا أن أكثر شيء يخشاه سكان الشمال هو رؤية قوافل وأعلام حزب الله في القرى الحدودية.
إعلام العدو استشهد بالعديد من التصريحات لمستوطنين غادروا الشمال ولا يودّون العودة، حيث نقلت عن مستوطنة من كريات شمونة وتعيش حالياً في تل أبيب، قولها: أنا أعود لأنه ليس لدي خيار. أغلقوا المدرسة الثانوية للأولاد الكبار، وتركوا فقط المدرسة الابتدائية للصغار. لدي أطفال في المرحلتين، فما الذي يمكنني فعله؟ ليس لدي خيار سوى العودة، ولو كان لدي حلّ للأولاد الكبار، لما عدت حتى نهاية العام الدراسي.
وبحسب الصحيفة فإنّ العديد من سكان المستوطنات يشكون من أنّ الجنود الذين أقاموا في منازلهم في المستوطنات القريبة من السياج تسبّبوا في أضرار، ويجب طلاء المنازل وإصلاحها، وهو ما يمنعهم من العودة.
صعوباتٌ اذا وتخوّفٌ كبير من عودة صواريخ المقاومة فضلا عن فقدان الثقة بحكومة نتنياهو تحول دون عودة مستوطني الشمال إلى مستوطناتهم، في معادلة تمكّنت عبرها المقاومة الإسلامية في لبنان من لجمِ الاحتلال ومفاقمة أزماته الداخليّة.