صرخات خلف القضبان.. أسرى غزة المحررون يكشفون فظائع الاحتلال
أسرى غزة المحررون، الذين نالت حريتهم بالأمس، لم يكونوا مجرد معتقلين، بل كانوا رموزًا للصمود، وأصواتًا رفضت الخضوع رغم البطش والتنكيل، حيث كشف المحررون عن تفاصيل الاعتقال التي تفوق الوصف، فقد تعرضوا لأبشع أنواع التعذيب الجسدي والنفسي داخل سجون الاحتلال.
هناك في زنازين الاحتلال، قصة اسرى فلسطنيين يقبعون في العتمة، تكتب المعاناة فصولها الدامية، حيث الجوع والعذاب والبطش لا يميز بين صغير وكبير.
واليوم، تعود أرواحٌ منهكة، لكنها شامخة، تروي بوجعها قصة الصمود الذي لا يُكسر، والكرامة التي لا تنحني.
حيث كشف الأسرى المحررون من قطاع غزة عن التعذيب القاسي الذي تعرضوا له في سجون الاحتلال قبل الإفراج عنهم، ضمن الدفعة السادسة من عملية تبادل الأسرى بين المقاومة والاحتلال.
يقول أحد المحررين، وقد أنهكه الأسر ولكنه بقي شامخًا: "لم ننكسر، ولن نلين.. خرجت من قسم الموت، قسم 23 في سجن عوفر". ويُعد هذا القسم من أكثر الأماكن وحشية داخل سجون الاحتلال، حيث مارست السلطات الإسرائيلية بحق الأسرى الفلسطينيين صنوف العذاب والإذلال.
وبلغت فظائع الاحتلال حد بتر أطراف الأسرى، كما حدث مع الأسير عادل صبيح، الذي فقد قدمه أثناء الاعتقال، في انتهاك صارخ لكل الأعراف والقوانين الإنسانية.
وأشار المحرر خالد الحيلة إلى قسوة ما تعرضوا له، قائلاً بحزن: كل شيء كان سيئًا، بينما تحدث الأسير المحرر محمد فياض، من بلدة بيت حانون، عن سياسة التجويع والتعذيب الممنهجة التي مارسها الاحتلال بحقهم.
وبينما احتضنت غزة أبناءها المحررين، خرج أحد الأسرى بحالة صحية مأساوية، فقد القدرة على الكلام تمامًا بسبب ما تعرض له من تعذيب، ما استدعى نقله على الفور إلى المشفى الأوروبي لتلقي العلاج.
الحرية ليست مجرد خروج من السجن، بل هي استعادة للكرامة المسلوبة، لجسدٍ أنهكه القهر، وروحٍ قاومت حتى الرمق الأخير. أسرى غزة عادوا، لكن آلافًا غيرهم لا يزالون يصارعون الموت خلف القضبان، ينتظرون لحظة الفرج. فهل يسمع العالم أنينهم؟ أم أن الظلم سيبقى معصوب العينين، أصمّ أمام صرخات المظلومين؟