16 شباط , 2025

تأكيدات الاستعداد لمواجهة مخططات تهجير الفلسطينيين تعمّق أزمة العدو بمواجهة صنعاء

مع إعلان السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي عن الاستعدادِ لمواجهة مؤامرة تهجير الفلسطينيين عسكريًّا، بالإضافة إلى الجاهزية للتدخُّل الفوري للرد على أي خرق صهيوني لاتّفاق وقف إطلاق النار في غزة، تتزايدُ حالةُ الإحباط لدى جبهة العدوّ فيما يتعلق بمساعي ردع اليمن وعزل الجبهة اليمنية عن القضية الفلسطينية.

تأكيدات القيادة اليمنية على الجاهزية للعودة إلى التصعيد في حالة خرق الاتّفاق أَو محاولة تنفيذ خطة التهجير، تعمق ازمة الكيان الصهيوني، وهو ما يبدو واضحا مع كثرة الحديث عن ان اي مساهمة اميركية في انهيار وقف اطلاق النار قد تؤدي الى استئناف هجمات القوات المسلحة في البحرين الاحمر والعربي وخليج عدن.

ويعني ذلك أن أهداف "ردع" الجبهة اليمنية، أَو تدمير قدراتها، وإلغاء التحول التاريخي الكبير الذي صنعته بانخراطها في معركة طوفان الأقصى، هي أهدافٌ مستحيلة، وأن الوسائلَ التي تستخدمُها جبهةُ العدوّ؛ مِن أجلِ الوصول إلى تلك الأهداف ليست مُجديةً، وأن سقفَ تأثيرها أدنى بكثير مما يأمل العدوّ.

تأكيداتُ السيد القائد على الاستعدادِ للتحَرّك عسكريًّا وبشكل فوري للرد على أي تصعيد من جانب جبهة العدوّ عزَّزت هذه الحقيقة بشكل أكبر، حَيثُ تناولت هيئة الإذاعة الأسترالية، هذه التأكيدات في تقرير نقلت فيه عن المسؤول السابق في الاستخبارات "الإسرائيلية" والباحث في معهد دراسات الأمن القومي بـ"تل أبيب"، قوله إنه "حتى مع التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم في غزة فَــإنَّ الجني في اليمن قد خرج من القمقم" حسب تعبيره، في إشارة واضحة إلى أنه لم يعد بالإمْكَان إلغاء حقيقة وجود جبهة يمنية ثابتة لها تأثير رئيسي ومباشر على مسار الصراع.

وفي هذا السياق أَيْـضًا وضمن أصداء إعلان القيادة اليمنية عن تصعيد مستوى انخراط اليمن في الصراع، من خلال الجاهزية للتصدِّي العسكري لمؤامرة التهجير والرد المباشر على أي خرق لاتّفاق وقف إطلاق النار، أعاد مركَزُ "ستراتفور" الأمريكي للأبحاث التذكيرَ بانسداد أفق "الردع" الأمريكي والصهيوني في مواجهة اليمن، حَيثُ أشار في تقرير جديد إلى أن استراتيجية العدوان المباشر على اليمن ليست فقط محكومة بالفشل في تحقيق الأهداف المرتبطة بها، بل إنها تأتي بنتائجَ عكسية.

اذا بات واضحا ان المأزق الأمريكي الصهيوني في مواجهة الجبهة اليمنية، لا يقتصر فقط على الفشل في تقويض أَسَاسات ومعادلات ومسارات عمليات الإسناد لغزة، بل إنه يمتد إلى مواجهة نتائجَ عكسية مُستمرّة بسقفٍ مفتوح يجعلُ من أي سلوك أَو مخطّط عدواني دافعًا لارتفاع جديد في درجة وحجم وتأثير انخراط اليمن في الصراع.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen