15 شباط , 2025

تصعيد صهيوني في جنوب لبنان: خروقات وانتهاكات تطال سيادة الوطن

يواصل الاحتلال الإسرائيلي انتهاك السيادة اللبنانية عبر سلسلة من الخروقات العسكرية والتهديدات الميدانية، من توغلات آليات العدو في الأراضي الحدودية، إلى تحليق الطائرات الحربية والمسيّرة، تزداد مخاطر التصعيد، مما يضع لبنان في مفترق طرق بين تطبيق الاتفاقات الدولية وحماية سيادته. تقرير يسلط الضوء على الخروقات الصهيونية المستمرة في الجنوب اللبناني، والتحديات الأمنية والسياسية التي تواجهها الدولة اللبنانية في ظل مراوغة الاحتلال ومماطلته وخرقه لاتفاق وقف اطلاق النار.

في تصعيد ميداني جديد، واصلت القوات الإسرائيلية انتهاكاتها المتواصلة لاتفاق وقف إطلاق النار في جنوب لبنان، حيث توغلت يوم امس الجمعة  آليات عسكرية صهيونية باتجاه خلة عاشور عند الأطراف الشمالية الشرقية لبلدة يارون في قضاء بنت جبيل، في خرق فاضح للهدنة القائمة. تزامن هذا التوغل مع إطلاق نار مكثف باتجاه الساتر الترابي عند مدخل البلدة، وهو ما يُعَدُّ تصعيدًا خطيرًا يعكس استمرار العدوان الإسرائيلي ضد لبنان.

على صعيد آخر، أفادت التقارير الميدانية أن القوات الإسرائيلية قامت بعمليات تفخيخ للمنازل المتبقية في الأطراف الشمالية والشرقية لبلدة يارون، مما يعكس النية في إحداث دمار شامل في المناطق الحدودية. هذه التصرفات تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي لا يتوقف عن تهديد الأمن المدني في المناطق التي يسيطر عليها، ويعمل على فرض مشهد من التدمير الممنهج في إطار استراتيجيته العدوانية.

في سياق متصل، رصدت التحركات العسكرية للعدو في أطراف بلدتي الضهيرة والبستان الحدوديتين في قضاء صور، حيث شوهدت آليات تابعة للجيش الإسرائيلي وهي تتنقل بشكل مكثف في المنطقة، مما يزيد من حالة التوتر ويشير إلى احتمالية تنفيذ عمليات عسكرية جديدة في جنوب لبنان.

وفي تطور آخر، استمر العدوان الإسرائيلي في انتهاك الأجواء اللبنانية، حيث قامت الطائرات الحربية والمسيّرة بالتحليق على علو متوسط في أجواء القطاعين الغربي والأوسط من جنوب لبنان. حلقت الطائرات من الناقورة مرورًا بسهل القليلة ورأس العين وصولًا إلى أجواء صور، ومن ثم توجهت شمالًا حتى شمال نهر القاسمية. هذا التحليق يعد تهديدًا للأمن السيادي اللبناني، ويعكس التمادي الإسرائيلي في استفزاز سيادة لبنان.

من جانب آخر، تعيش الساحة السياسية اللبنانية حالة توتر بشأن بقاء القوات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية. حيث عقدت لجنة آلية تنفيذ وقف الأعمال العدائية في الناقورة اجتماعًا اليوم، حيث تم التخطيط لنقل جميع القرى المتبقية في منطقة جنوب الليطاني إلى السيطرة الكاملة للجيش اللبناني قبل 18 فبراير 2025. في هذا الإطار، أصدرت القيادة المركزية الأمريكية بيانًا عن انسحاب القوات الإسرائيلية من كامل القرى اللبنانية، إلا أن النقاط الخمس التي طالب الاحتلال بالاحتفاظ بها تظل تشكل لغزًا سياسيًا معقدًا.

في هذا السياق، أصر رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري على موقف لبنان الثابت الرافض لتمديد بقاء أي قوات احتلال بعد 18 فبراير، مؤكدًا في تصريحه أن أي محاولة لتغيير هذا الموقف سيواجهها الشعب اللبناني بثبات وقوة.

العدوان الإسرائيلي مستمر في تحدي الاتفاقات الدولية، ويواصل الاحتلال تصعيده في محاولات لتهديد الاستقرار الأمني في جنوب لبنان. تحركاته العسكرية تتزامن مع تفجير المنازل وتشديد الحصار على القرى الحدودية، في خطوة تهدف إلى فرض واقع ميداني يضمن هيمنته على الأرض. وتبقى الأنظار متجهة نحو قرارات الحكومة اللبنانية وقوى المقاومة، التي تستعد لمواجهة التحديات القادمة بكل حزم وعزم.

إن التحديات الأمنية والسياسية التي يواجهها لبنان اليوم هي بمثابة اختبار جديد لصمود الشعب اللبناني والمقاومة. فبينما يواصل الاحتلال الإسرائيلي تصعيد أعماله العدوانية، يبقى الموقف اللبناني ثابتًا في رفض أي وجود أجنبي على أراضيه. وتؤكد هذه الأحداث مجددًا أن سيادة لبنان وأمنه هو أولوية مطلقة، وأن المقاومة اللبنانية لن تتراجع عن دفاعها عن كل شبر من الأرض اللبنانية ضد أي تهديدات أو خروقات.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen