عربي

تمهيداً لمشروع الاستيطان الذي تسعى اليه إسرائيل بدعم امريكيّ مفتوح تشهد الضفة الغربية المحتلة تصعيداً غير مسبوق ، تصعيدٌ يحمل في طيّاته رسائل وابعاد خطيرة وكبيرة.

خبراءٌ عسكريّون متابعون لمجريات الميدان يرون أنّ الهدف الأساسي من العملية التي يشنها كيان الاحتلال الإسرائيلي في شمال الضفة الغربية هو التمهيد للاستيطان، مشيرين الى أن ما يجري حاليا هو تهيئة الأرض تكتيكيا لأي مواجهة محتملة مع المقاومة.

وفي تحليل للمشهد في الضفة المحتلة،  تأتي هذه العمليات في إطار تمهيد المنطقة للاستيطان مستقبلا وهو ما يمكن أن نلمسه تحديدا في جنين.

فقوات الاحتلال عمدت إلى جرف بعض المناطق في جنين ووسعت بعض شوارعه اذ تعكس القوة الكبيرة التي دفع بها جيش الاحتلال الإسرائيلي للمنطقة عزمه على تدمير المقاومة التي لا تزال قادرة على العمل ولو في مساحات محدودة.

ويرى الخبراء أن ذلك يتجلى في استخدام جنود الاحتلال عربات مدرعة خشية تعرضهم لهجمات.

ورغم توافر الأهداف التي يمكن لإسرائيل ضربها بمخيمات الضفة، فإن قلة مقومات المقاومة وعدم سيطرتها على الأرض يجعل حركتها من منطقة لأخرى أمرا سهلا، مما جعل الاحتلال يوسع عمليته من جنين إلى طولكرم وطوباس.

وعليه يرى الخبراء أن المقاومة في الضفة ستكون قادرة على ضرب مفهوم الأمن ولو من خلال عمليات صغيرة هنا أو هناك.

فإن أكثر ما يخشاه الاحتلال في ميدان الضفة الغربية المحتلة هو تحرك المقاومة المفاجئ وتكتيكاتها التي تمكّنها من تقويض أمنه رغم كل ما يمتلكه من ترسانة عسكريّة سيّما على صعيد العمليات الفردية الفدائية التي شكلت معضلة لا حل لها أمام إسرائيل وهو ما يترك تبعاته في المشهد لصالح المقاومين الذين يتصدون بكل شموخ للغطرسة الصهيونية.

تبقى المقاومة هي الخيار الأوحد أمام مشاريع الاحتلال الاستيطانية والقاضية إلى تهجير الشعب الفلسطيني وهو المخطط الذي يرعاه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، الأمر الذي يبقي كيان الاحتلال وداعميه أمام اختبار صعب ومتجدد لقبول الواقع الذي يريد تغييره وعبثا يحاول إذ يقول اهل الأرض أنهم هنا متمسكين بأرضهم مهما بلغت الأثمان.