دولي

جنون الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيقود المنطقة برمتها نحو منعطفات خطيرة ، ترامب الذي سميّ بعرّاب التطبيع وقام بنقل سفارة الكيان إلى القدس المحتلّة ، مع عودته إلى البيت الأبيض يواصل جنونه بدعم مشاريع الكيان الصهيوني وتحقيق حلم إسرائيل في التوسع على الأرض الفلسطينية عبر تهجير سكان غزة والاستيطان في الضفة عبر ما  اصطلح مجنون البيت الأبيض بتسميته ريفييرا الشرق الأوسط.

خطورة المشروع والتصريحات خيّمت على المشهد وأظهرت الانقسام الأمريكي حول التصريحات المفاجئة لترامب.

موقع أكسيوس الامريكي قال ان موجة الصدمة التي أحدثها قرار ترامب بشأن غزة هزّت الشرق الأوسط وبعض المسؤولين في البيت الأبيض.

وكان لافتا التعاطي الصهيوني الإعلامي مع هذا الإعلان، إذ قالت القناة 12 العبرية: أن السيطرة الأمريكية على قطاع غزة تتطلب نشر آلاف الجنود الأمريكيين في منطقة حساسة، معرضة لتهديدات من حماس والفصائل، وستؤدي إلى مقتل آلاف الجنود الأمريكيين، والعودة إلى عقود الحرب في الشرق الأوسط.

ووفقًا لمحللين في القناة الإسرائيلية فإن السيطرة على قطاع غزة ستتطلب نشر قوة عسكرية كبيرة، مما سيعرّض الجنود الأمريكيين إلى هجمات مستمرة، وعمليات حرب عصابات، ومقاومة شعبية متصاعدة.

على صعيد الداخل الامريكي تنقل القناة بأن خطة ترامب أثارت معارضة واسعة النطاق في كلا الحزبين الأمريكيين، حيث رأي الديمقراطيون أنها انتهاك صارخ للقانون الدولي والتقاليد الأمريكية، اذ وصفها السيناتور كريس ميرفي بأنها "مزحة مريضة".

وحتى داخل الحزب الجمهوري، ظهرت أصوات متحفظة بشأن الخطة ، وقال السيناتور ليندسي غراهام، الحليف المقرب من ترامب، في تصريح نقلته وكالة أسوشيتد برس: "معظم سكان ولاية كارولينا الجنوبية ليسوا متحمسين لفكرة إرسال أمريكيين للسيطرة على غزة"، أما السيناتور كريس كونز، فقد ذهب إلى أبعد من ذلك، واصفًا الخطة بأنها "جنون مطلق".

عدد من الصحف الأمريكية علقت على مقترح ترامب إذ وصفت صحيفة وول ستريت جورنال هذه الخطة بالمجنونة والتوسعية.

بدورها صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية قالت أن ترامب يطرح خطة غير واقعية بشأن غزة ، فيما اعتبرت صحيفة واشنطن بوست خطة ترامب بأنها ترسم مصير الولايات المتحدة الأمريكية.

وتساءل المحلل الإسرائيلي أمير أورن في صحيفة هآرتس حول إعلان ترامب المتهور: هل سيهبط المارينز في غزة ويموتون برصاصات وقنابل مزروعة من حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني؟

ويقول المحلل الصهيوني أن ركض ترامب المتهور لتغيير النظام العالمي والمنطقة ليس سخيفًا، إنه خطير متسائلا: ماذا ربحت "إسرائيل" من هجرة عرب يافا إلى غزة ولاجئي الأردن إلى لبنان؟ المشكلة لا تختفي في الأماكن الجديدة، بل تحفزها وتنتج جولات عنف جديدة.

منذ النكبة.. عشرات المشاريع والخطط الفاشلة، التي كانت تهدف لتصفية القضية الفلسطينية ولم تنجح..

بالمحصلة ترامب لا يعتمد على الدبلوماسية التقليدية، بل على مبدأ الهيمنة المطلقة والضغط المباشر، وهو ما جعله في صدام دائم مع حلفاء الولايات المتحدة قبل خصومها ، فالحقيقة المطلقة هي ان ترامب يكشف أمريكا على حقيقتها دولة متعجرفة لا تتردد في ابتزاز العالم  ففي حين يُفضّل رؤساء آخرون استخدام الدبلوماسية التقليدية التي تعتمد على المفاوضات الدقيقة والضغوط الخفية، يأتي ترامب بمسار مسرحي جريء يشبه فعليا حلبة المصارعة.