05 شباط , 2025

فجر الضفة الحزين.. مواجهات في نابلس واعتقالات واسعة في الخليل

شهدت مناطق متفرقة في الضفة الغربية، فجر اليوم الأربعاء، اقتحامات نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، تخللتها مواجهات مع الشبان في نابلس، واعتقالات طالت العشرات في الخليل.

مع ترقب فجر جديد بعيدا عن العدوان، استيقظت نابلس والخليل على وقع أقدام الجنود وصرخات المعتقلين.

صوت الرصاص مزّق سكون الفجر، وساد الحزن في بيوت اعتادت الفقدان، لكنها لم تألفه أبدًا.

فجر اليوم اندلعت مواجهات عنيفة في قرية تل جنوب غرب نابلس، عندما اقتحمت قوات الاحتلال المنطقة، فكان الشباب الثائر لهم بالمرصاد، يرشقون الآليات المقتحمة بالحجارة، في محاولة لردع العدوان.

وفي ظل هذه المواجهات، لم تسلم بلدات وقرى نابلس من حملات الدهم والتفتيش العنيفة التي انتهت باعتقال عدد من أبنائها.

في بلدة مادما، اقتحمت القوات منزل الشاب أغيد لؤي نصار، وقلبت محتوياته رأسًا على عقب قبل أن تعتقله، بينما كان المصير ذاته بانتظار بسام يدك في قوصين ومحمود غانم في صرة.

وفي المنطقة الشرقية من نابلس، كان الاقتحام أكثر قسوة، حيث شهد مخيم عسكر الجديد اعتقال الشاب مروان بشكار، ولم تسلم رموز المقاومة من بطش المحتل، إذ قام الجنود بتحطيم صرح الشهيد مالك شرقاوي.

رام الله أيضًا لم تكن بمنأى عن بطش الاحتلال، حيث تسللت قوة خاصة إلى حي أم الشرايط في البيرة، واعتقلت الشيخ أحمد قاسم من داخل بناية سكنية، في مشهد بات مألوفًا، لكنه لا يقل وجعًا في كل مرة.

أما الخليل، فقد عاشت ليلة سوداء، حيث نفذت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة في المنطقة الجنوبية، مستهدفةً 30 مواطنًا من عائلات أبو سنينة وزوز وبدوي وأبو ميالة وارفاعية، في محاولة يائسة لكسر عزيمة المدينة التي لم تخضع يومًا.

لم تكتفِ قوات الاحتلال بالاعتقالات، بل اقتحمت منزلَي المحررين أكرم ونصر بدوي أبو سنينة، المعروفَين بلقب "قناصي الخليل"، في منطقة جبل برغوث، في محاولة لترهيب عائلات الأسرى والمحررين.

كما اعتدت القوات على عدد من الشبان قرب صالة صوفيا بمنطقة أم الدالية، واعتلت منزلًا لعائلة طه، وأغلقت الطرقات أمام حركة المواطنين قرب ديوان أبو سنينة.

وفي مخيم الفوار جنوب الخليل، كان الاحتلال أكثر عنفًا، إذ أطلق الرصاص الحي وقنابل الصوت تجاه المواطنين، قبل أن يقوم جنوده بتمزيق صور الشهيد وديع النجار أمام منزله، وكأنهم يحاولون محو ذكرى من أضاءت دماؤه طريق الحرية.

في فلسطين، ليس الفجر بداية يوم جديد، بل شهادة ميلاد للصمود الذي لا ينكسر، خلف الجدران المهدّمة، وفي ظلال السجون الموحشة، تنبت الإرادة كزهر الصبار، لا تسحقها الأقدام، ولا تذبل تحت القيود، فما دام في العروق نبض، ستظل نابلس والخليل وجميع المدن الفلسطينية تقاتل بصدورها العارية، حتى يطلع فجر الحرية الحقيقي.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen