التهجير والاستيلاء والتوطين.. عناوين لقاء ترامب ونتنياهو
رؤية أمريكية واضحة حددها الرئيس دونالد ترامب في لقائه أمس برئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو.. الرؤية التي تتماشى مع الرغبة الاسرائيلية، حددت أولويات ترامب في الفترة الرئاسية الجديدة وأهم أهدافه وسيما فيما يتعلق بمستقبل الشرق الاوسط، حيث جدد تأكيده على تهجير فلسطينيين غزة بشكل دائم، كاشفا عن خطة للاستيلاء على القطاع.
وجه آخر من وجوه الحرب الاسرائيلية الامريكية ضد شعوب المنطقة وفي مقدتها الشعب الفلسطيني، تجلى خلال اللقاء الذي جمع الرئيس الامريكي دونالد ترامب برئيس وزراء العدز بنيامين نتنياهو..
جملة من الاهداف والاولويات المتعلقة بالمرحلة القادمة استعرضها ترامب خلال مؤتمر صحفي مشترك، والتي كشفت عن مخطط أمريكي واضح لتغيير وجه منطقة الشرق الاوسط وبما يتماشى مع الرغبة الاسرائيلية..
تهجير فلسطينيي غزة والاستيلاء على القطاع والتوطين، هي باختصار العناوين التي حملها لقاء ترامب ونتنياهو، ففيما أعلن ترامب عدم ثقته باستمرار العمل باتفاق وقف إطلاق النار في غزة، كشف بصراحة عن نية إدارته السيطرة على القطاع وتهجير أهله.
شكوك ترامب في شأن استقرار وقف إطلاق النار في غزة، هي محاولة واضحة للضغط على المقاومة الفلسطينية في المرحلة التفاوضية الثانية والتي يُتوقّع أن تبدأ قريباً.. علما أن المقاومة استطاعت فرض شروطها على طاولة المفاوضات في أوج الحرب العسككرية وبالتوازي مع حرب الابادة التي كانت ترتكب في القطاع.
"لا بديل أمام سكان القطاع إلا مغادرته".. بصريح العبارة قالها ترامب الذي وضع لفترته الرئاسية سلم اولويات، من بينها مبادرة لترحيل الفلسطينيين من غزة، عبر منعهم من العيش في القطاع ودفعهم إلى مغادرته، وعرقلة أي مشاريع إعمار، حتى وإن وردت في الاتفاقات المطروحة. فيما كشف عن خطة الولايات المتحدة للسيطرة على قطاع غزة وقال إنه يتطلع إلى أن تكون لأميركا ملكية طويلة الأمد في القطاع.
كما جدد ترامب القول، بأنه يريد أن يرى الأردن ومصر يستقبلان فلسطينيين من غزة.. تهجير أبناء غزة، هو فصل جديد من فصول الحرب لا يقل خطورة عن حرب الإبادة نفسها، والتي لم تحقّق أهدافها المعلنة حتى الآن، إذ إن ترحيل الفلسطينيين من قطاع غزة يمثّل مكسباً استراتيجياً للعدو الاسرائيلي.
وفي سياق متصل أضاف ترامب أن إدارته لم تقرر بعد بشأن سيادة العدو على الضفة الغربية، مؤكداً صدور قرار، في وقت قريب، بهذا الصدد.
مبادرة تأتي وفق مراقبين ضمن خطة أوسع تشمل التطبيع بين إسرائيل والسعودية كترتيب سياسي وأمني في المنطقة يحقّق المزيد من المصالح الأميركية..
فعن التطبيع بين السعودية والكيان قال ترامب سيعمل السعوديون ما ينبغي عليهم، وأضاف: العديد من الدول العربية ستنضم قريباً إلى الاتفاقيات الإبراهيمية للتطبيع. مشيرا الى التعاون مع هذه الدول ضد المقاومة الفلسطينية.
الموقف الامريكي وما كشفه ترامب عن هدفه للمرحلة القادمة، يؤكد أن حرب الابادة التي استمرت 15 شهرا كان هدفها الاول والاخير تهجير الفلسطينيين والاستيلاء على القطاع.. حرب تستنسخ اليوم في الضفة الغربية لتكشف عن المخطط نفسه.