03 شباط , 2025

جنين تحت الرماد.. الاحتلال يوسّع نيران التدمير في الضفة

في تصعيد خطير وغير مسبوق في الضفة الغربية، نفّذ جيش الاحتلال الإسرائيلي، أول عملية تفجير موسّعة لمساكن في مخيم جنين، حيث فجّر مربعًا سكنيًا كاملًا يضم أكثر من ثمانين شقة، العملية التي تشبه أساليب التدمير التي اتبعتها إسرائيل في قطاع غزة وجنوب لبنان، جاءت في إطار استمرار العدوان الإسرائيلي، الذي امتد ليشمل محافظة طوباس، وسط تعزيزات عسكرية مكثفة وحصار خانق للمخيمات الفلسطينية.

في لحظة واحدة، تحوّلت منازل العمر إلى أنقاض، وتناثرت أحلام العائلات بين الغبار واللهب.

لم يكن مجرد تفجير حجارة، بل محاولة لطمس ذاكرة، لاقتلاع جذور تمتد في الأرض منذ أجيال. بين الدخان المتصاعد وصرخات النازحين، لا يزال نبض الحياة في جنين صامدًا، يرفض أن يُمحى، ويقاوم ليبقى.

في سماء جنين دوّت انفجارات ضخمة، مع بدء قوات الاحتلال تنفيذ عملية نسف جماعي للمباني السكنية، في مشهد لم تعهده الضفة الغربية من قبل.

ومنذ ساعات الصباح، شرعت قوات الاحتلال في زرع براميل متفجّرة في عدة مبانٍ ضمن أحياء متفرقة من مخيم جنين، بعد إخلائها قسرًا من سكانها، مهددة بتفجيرها.

وقد أسفرت هذه العملية عن تدمير عشرات المباني، بما فيها المستشفى الحكومي الذي تعرض لأضرار جسيمة.

كما أجبرت العائلات على النزوح، ما زاد من معاناة الفلسطينيين الذين يواجهون أوضاعًا إنسانية صعبة.

وبالتزامن مع هذه التطورات، امتد العدوان إلى محافظة طوباس، حيث فرض الاحتلال حظر تجوال مشدد، ونشر قناصته على أسطح المنازل، وسط عمليات اقتحام واستيلاء على ممتلكات المدنيين. وأفادت مصادر محلية بأن الاحتلال دفع بمئات الجنود إلى مخيم الفارعة وبلدة طمون، حيث تحوّلت المنازل إلى ثكنات عسكرية، وسط قصف جوي ومدفعي.

وبتوجيه من نتنياهو وكاتس، دمّرت قوات الاحتلال الإسرائيلي نحو 100 مبنى في جنين، في عملية عسكرية غير مسبوقة وفجّرت القوات نحو 20 بناية بشكل متزامن، ما أدى إلى دمار واسع ونزوح الآلاف.

وفيما يواصل الاحتلال تصعيد عملياته العسكرية، تتصاعد جرائم القتل الميداني بحق الفلسطينيين، إذ استشهد ستة فلسطينيين خلال الـ24 ساعة الماضية، بينهم طفل، جراء قصف واستهداف مباشر من قبل قوات الاحتلال.

كما شهدت مدينة طولكرم استشهاد شاب آخر، ليرتفع عدد الشهداء خلال أسبوعين من العدوان إلى 25 شهيدًا، في ظل تدمير واسع للبنية التحتية، وقطع المياه والكهرباء عن آلاف المواطنين.

على أنقاض المنازل المهدّمة، وبين أزقة المخيمات التي كانت تعجّ بالحياة، يواجه الفلسطينيون نكبة جديدة، يُراد لها أن تمحو أثرهم وتصادر أحلامهم. لكنهم رغم الجراح، لا يزالون صامدين، يحملون في قلوبهم إيمانًا بعدالة قضيتهم، ويكتبون بدمائهم فصولًا جديدة من الصمود، حيث لا زال الحلم بالحرية أقوى من كل الدمار.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen