الشّهيد الصمّاد.. رجلُ المسؤوليّة على طريق القدس ومُهندس مشروع يد تحمي ويد تبني
في ذكرى استشهاد رجل المسؤولية وصاحب مشروع يد تحمي ويد ويد تبني الشهيد الرئيس صالح علي الصماد، نستذكر أنموذجاً فريداً لرجل مؤمن صادق، تحرك في حياته الجهادية والسياسية على ضوء القيم والمبادئ القرآنية، مخلصاً لقيادته وشعبه وللقضية الاقدس فلسطين حتى لحظة استشهاده وهو في ميدان العزة والكرامة.
الرئيس الشهيد صالح علي الصماد، أنموذجاً رئاسياً فريداً في تاريخ اليمن والمنطقة بما تحلى به من زهد وشجاعة وحنكة سياسية وتجرّد كامل عن حب التملك ومتاع الدنيا وحطامها الزائل، فلم يكن هناك ما يشغل تفكيره سوى قضية اليمن ومسؤولية بناء الدولة والانتصار لمظلومية الشعب والقضية الاقدس حتى بذل روحه من أجلها..
هو الذي وصفه السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي بالرئيس الذي يحمل روحية الجندي، وروحية المواطن البسيط، وروحية من يشعر بأن مسؤوليته هي خدمة شعبه.
فالشهيد الصماد، هو عنوانٌ للصمود، والتضحية، والثبات الذي كان عليه، والذي عليه شهداء بلدنا الأعزاء، الذين انطلقوا من المنطلق الإيماني وهم يتحلون بالثبات والمصداقية ، هذه الشخصية الاستثنائية، التي برزت حنكتها السياسية في إدارة الدولة والتفاهمات التي قادتها مع الشركاء، وبطولاتها العسكرية في جبهات القتال، من الحرب الرابعة على صعدة، إلى عدوان التحالف السعودي على اليمن.
لقد تفّرد الرئيس الشهيد عن غيره من الزعماء والرؤساء بأن جمع بين السياسي المحنك والإداري الناجح والمجاهد الفدائي الذي لا يتوان عن تقديم روحه ودمه فداء للوطن، فكان همّه الأكبر استقلال القرار الوطني والتحرر من الهيمنة والوصاية، وبناء دولة حرة قوية تلبي طموحات كل أبناء الشعب اليمني في العيش الكريم.
عمل الصماد جاهداً على تنفيذ الكثير من الإصلاحات الإدارية والهيكلية التي ساهمت في تعزيز صمود مؤسسات الدولة والحيلولة دون انهيارها رغم كل ما تعرضت له من استهداف مباشر وغير مباشر من قبل العدوان وأدواته.
وفي سبيل تحقيق تلك الغاية، أطلق مشروعه الوطني النهضوي وشعاره الخالد" يد تحمي .. ويد تبني" الهادف إلى شحذ الهمم لمواجهة العدوان حتى تحقيق النصر بالتوازي مع المضي قدماً في بناء دولة المؤسسات والتوجه نحو الاكتفاء الذاتي في كافة المجالات.
حفلت مسيرة الشهيد الصماد بالكثير من الإنجازات الوطنية على رأسها تصحيح وضع مؤسسات الدولة ومسار عملها ليصب في مصلحة المواطنين والاستمرار في تقديم الخدمات لهم والتخفيف من معاناتهم الإنسانية والمعيشية الناتجة عن العدوان والحصار.
أراد تحالف العدوان من خلال اغتيال الرئيس الصماد، النيل من صمود وعزيمة الشعب اليمني إلا أن جريمته البشعة كانت وبالاً عليه، كونها جعلت أبناء الشعب اليمني، أكثر قوة وصلابة وحفزته على مواصلة الكفاح وإعداد العدة لردع دول العدوان في عقر دارها، حيث خُيل لدول العدوان، أنه باغتيال الرئيس الصماد، سيمكنها من كسر إرادة اليمنيين ويؤثر سلباً على معنوياتهم، في حين كانت عاقبة جريمتها الشنعاء وخيمة عليها عندما وصلت صواريخ وطائرات الصماد إلى عقر دارهم.
هذه الجريمة شكلت دافعاً لليمنيين نحو مزيد من الصمود والصلابة في مواجهة أعداء الإنسانية، فشهدت الصناعات العسكرية والقدرات الدفاعية لليمن، تطورات نوعية في إنتاج الصواريخ المجنحة والطائرات المسيرة من ضمنها طائرات صماد، التي باتت تقض مضاجع المعتدين وتشكل مصدر قلق لقادة العدوان والدول المشاركة فيه.
اليوم وبعد أعوام على الجريمة البشعة، تُثبت الوقائع أنّ تاريخ 19 نيسان/أبريل 2018 (يوم الاغتيال)ـ لم يكن سوى مرحلة جديدة من المواجهة، فمع تكريس حالة الصمود الوطني، في مفهومه العميق والشامل، نجح اليمن في فرض معادلات الردع الاستراتيجي، ليكون مشروع الشهيد الرئيس صالح علي الصماد الشهيد على طريق القدس شاهد حيّ على التحّول النوعي في مسار المواجهة التي بات فيها اليمن لاعبا رئيسا في صنع المعادلات وقلب التوازنات ليس آخرها انخراط اليمن في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس اسنادا لغزة وانتصارا لمظلومية الشعب الفلسطيني.