لبنان يؤكد تمسكه بانسحاب الاحتلال الكامل.. ويرفض أي مماطلة
أكد لبنان تمسكه بانسحاب الاحتلال الكامل من الأراضي التي احتلتها خلال العدوان الأخير، وشدد الرئيس اللبناني جوزاف عون، خلال لقائه وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، على رفض لبنان لأي مماطلة في عملية الانسحاب، مؤكداً ضرورة إعادة الأسرى اللبنانيين الذين اعتقلهم العدو خلال الحرب.
وسط مشهد تتصاعد فيه المعاناة، ويتمدد فيه الألم على امتداد الجنوب اللبناني، يقف لبنان، شعباً ودولة ومقاومة في مواجهة آلة الاحتلال التي لا تكتفي بانتهاك الأرض، بل تحاول كسر الإرادة.
ومع اقتراب المهلة المحددة في 18 فبراير/شباط، يتجدد الإصرار على أن لا مجال لمزيد من التلاعب بالمصير، فالأسرى يجب أن يعودوا، والأرض يجب أن تتحرر، والاعتداءات المتكررة لا يمكن أن تصبح أمراً واقعاً يقبله العالم بصمت.
وفي السياق جدد لبنان تأكيده على ضرورة انسحاب الاحتلال الإسرائيلي الكامل من الأراضي التي احتلها خلال الحرب الأخيرة، وذلك ضمن المهلة المحددة حتى 18 فبراير/شباط المقبل.
وشدد الرئيس اللبناني جوزاف عون، خلال لقائه اليوم الجمعة مع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، على رفض لبنان لأي تسويف أو مماطلة في تنفيذ الانسحاب تحت أي ذريعة، مؤكداً في الوقت ذاته ضرورة إعادة الأسرى اللبنانيين الذين اعتقلتهم إسرائيل خلال الحرب. كما أشار إلى أن "المنطقة العربية تشكل جسداً واحداً، وأن التحديات التي تواجهها تتطلب تعاوناً مشتركاً لعبور المرحلة الراهنة والمخاطر المحدقة بها".
وفي السياق نفسه، اطلع الرئيس عون من قائد الجيش بالإنابة، اللواء الركن حسان عودة، على التقارير الأمنية المتعلقة بالوضع في الجنوب، ووجّه بضرورة تفقده ميدانياً بعد انتشار وحدات الجيش هناك. يأتي ذلك في ظل تصعيد الاحتلال لاعتداءاته في الأيام الماضية، والتي لم تقتصر على استهداف القرى الحدودية والمواطنين العائدين إليها، بل شملت أيضاً الجيش اللبناني والمسعفين، إضافةً إلى النبطية والبقاع، ما أسفر عن استشهاد 28 شخصاً وإصابة 214 آخرين منذ الأحد الماضي، وفق تقارير وزارة الصحة اللبنانية.
من جهته، أوضح رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري أن موافقة لبنان على تمديد المهلة حتى 18 فبراير جاءت بعد اشتراط بيروت وقفاً فورياً لإطلاق النار، وإنهاء الانتهاكات الإسرائيلية، والتعهد بملف الأسرى.
في المقابل، ندد النائب إبراهيم الموسوي، عضو كتلة الوفاء للمقاومة، بالاعتداء الإسرائيلي على جنتا في البقاع، والذي أسفر عن ارتقاء شهيدين وإصابة عشرة آخرين، واصفاً الهجوم بأنه انتهاك خطير وعدوان سافر يخرق القرار 1701.
وأضاف أن التصعيد الإسرائيلي المستمر في ظل الصمت الدولي يعكس إما عجز المجتمع الدولي أو تواطؤه الضمني مع الاحتلال، داعياً الدولة اللبنانية إلى التحرك العاجل لوقف هذه الانتهاكات وحماية السيادة الوطنية.
ويستمر الاحتلال في خرق اتفاق وقف إطلاق النار، حيث تجاوزت انتهاكاتها الألف خرق منذ دخوله حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.