اليمن

تتوالى الاعترافات الدولية بقدرات اليمن العسكرية غير المسبوقة. فقد أصبحت مياه البحر الأحمر وخليج عدن مسرحًا لمواجهة غير متكافئة بين قوة متجذرة في أرضها ومحتل يسعى لبسط نفوذه، لكنه يواجه صمودًا لا يلين.

في السياق اعترف نائب القيادة المركزية الأمريكية، براد كوبر، بالصعوبات الكبيرة التي واجهتها البحرية الأمريكية خلال المعارك مع القوات المسلحة اليمنية في سياق إسناد غزة.

حيث أكد أن أنصار الله نفذوا أكثر من 140 هجومًا على السفن التجارية و170 هجومًا على السفن الحربية خلال 15 شهرًا من العمليات البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن.

وأضاف كوبر: في إحدى الهجمات التي شنها أنصار الله على سفننا الحربية، اضطر طاقم المدمرة (ستوكديل) إلى استخدام مدفع عيار خمس بوصات بعد رصد متأخر لطائرة مسيّرة اقتربت من المدمرة في لحظة شديدة الخطورة.

وتابع: حينما كانت السفن الأمريكية تعبر مضيق باب المندب باتجاه خليج عدن، كان الجميع يعلم أننا على وشك الدخول في معركة. وما هي إلا لحظات حتى بدأ الصاروخ الأول، ثم الثاني، تبعه الثالث والرابع.

وأكد أن الهجوم الذي شنّه أنصار الله ضد السفن الحربية الأمريكية كان معقدًا ومتطورًا ومنسقًا بدقة، موضحًا أن الصاروخ الأول انحرف عن مساره، لكن الصواريخ الأخرى شكلت خطرًا حقيقيًا، مما اضطر المدمرة لإطلاق صاروخ SM-6 لاعتراض أحدها.

وأشار إلى أن التصدي لهذه الصواريخ أشبه برصاصة تصطدم برصاصة أخرى، مع سرعة نسبية تصل إلى 5000 ميل في الساعة.

وأضاف أن بيئة الاشتباك كانت قريبة، وتسببت شظايا الصواريخ في إطلاق صاروخ (Sea Sparrow)، بينما استمر إطلاق المزيد من الصواريخ الأمريكية لاعتراض الصواريخ القادمة من اليمن.

وتابع: بعد 11 دقيقة، تم اكتشاف صاروخ كروز يمني جديد مضاد للسفن، ما استدعى تحرك طائرات من الحاملة (لينكولن) للتعامل معه.

كما أوضح أنه بعد ساعة ونصف، تم توجيه طائرات F-16 لاعتراض هجوم آخر شمل صاروخ أرض-أرض وطائرات مسيّرة ضمن عملية هجومية متكاملة.

وختم قائلاً: مدمرتان أمريكيتان وفرتا الحماية لحاملة الطائرات (أبراهام لينكولن) بينما كانت طائراتها تنفذ هجومًا في اليمن، لكن الرد اليمني كان حاضرًا بقوة، حيث انطلقت طائرات مسيّرة يمنية على ارتفاع منخفض باتجاه القطع البحرية الأمريكية.

في النهاية، يبدو أن المعادلة البحرية قد تغيرت، وأصبح البحر الأحمر شاهدًا على مواجهة بين إرادة شعب يدافع عن سيادته، وقوة تسعى لفرض هيمنتها لكنها تواجه تحديًا غير مسبوق. وبين أمواج البحر المتلاطمة، يتجلى صمود اليمنيين في وجه أعتى القوى، في معركة عنوانها الإصرار والتحدي.