01 شباط , 2025

فرحة ممزوجة بالألم.. الأسرى الفلسطينيون يعانقون الحرية في الدفعة الرابعة من صفقة التبادل

بعيون يملؤها الشوق وقلوب نابضة بالأمل، احتشد الفلسطينيون اليوم لاستقبال دفعة جديدة من الأسرى المحررين، الذين عانقوا الحرية بعد سنوات من الأسر خلف قضبان الاحتلال، وسط دموع الفرح والزغاريد، وصلت حافلات الصليب الأحمر إلى رام الله، حاملةً معها وجوهًا أنهكها القيد لكنها لم تفقد بريق الصمود.

تخفق القلوب مع كل حافلة تفتح أبوابها ليعانق الأسرى الفلسطينيون الحرية بعد سنواتٍ من القيد.

اليوم، ليس يومًا عاديًا، بل هو صفحةٌ تُكتب بدموع الفرح وألم الغياب، حيث عاد بعضهم إلى أحضان عائلاتهم، فيما ينتظر آخرون لقاءً مؤجلًا فرضه الاحتلال.

في مشهد يختلط فيه الفرح بالترقب، أفرجت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، عن دفعة جديدة من الأسرى الفلسطينيين، وذلك ضمن المرحلة الأولى لصفقة التبادل التي جاءت ثمرةً لصمود المقاومة، لتكون نقطة ضوء في عتمة الاعتقال الطويل.

حافلات الصليب الأحمر تقلّ الأسرى المحررين إلى مدينة رام الله، حيث كان في استقبالهم أهاليهم الذين افترشوا ساحة متحف محمود درويش بقلوب يملؤها الشوق، فيما علت الهتافات وزغاريد الأمهات وسط دموع الفرح التي أغرقت الوجوه.

لكن الاحتلال لم يتوانَ عن ممارسة نهجه العدواني حتى في لحظات الحرية، إذ اقتحمت قواته بلدة بيتونيا غرب رام الله، مطلقةً القنابل الصوتية على الحشود التي كانت تنتظر أسرى الحرية، في محاولة بائسة لتعكير لحظات النصر الفلسطيني.

وفقًا لمكتب إعلام الأسرى، تضمنت قائمة المحررين اليوم أسيرًا من قائمة المرضى التسعة، وبناءً على ذلك، تم الاتفاق على إطلاق سراح 12 أسيرًا من ذوي المؤبدات، إلى جانب 111 أسيرًا من قطاع غزة اعتقلهم الاحتلال بعد السابع من أكتوبر.

وبحسب هيئة شؤون الأسرى، شملت الدفعة الرابعة 183 أسيرًا، بينهم 18 من المحكومين بالمؤبد و54 من ذوي الأحكام العالية، فيما تم إبعاد سبعة أسرى إلى مصر وفق شروط الصفقة.

وفي المقابل، سلّمت كتائب القسام، ثلاثة أسرى إسرائيليين إلى الصليب الأحمر ضمن المرحلة ذاتها. ففي مشهدٍ آخر يعكس قوة المقاومة، جرى تسليم الأسيرين عوفر كالديرون وياردن بيباس في مدينة خانيونس، بينما سُلّم الأسير الثالث، كيث سيغال، في ميناء غزة وسط حضور شعبي فلسطيني لافت وانتشار مكثف لعناصر القسام.

ليس التحرير فرحةً مكتملة، فخلف كل وجه باسم أسيرٌ ما زال يقبع خلف القضبان، وخلف كل دمعة أمٍ سعيدة، هناك أخرى تنتظر بلهفة يوم اللقاء. مع كل صفقة تبادل، يؤكد الفلسطينيون أن الاحتلال قد يعتقل الجسد لكنه لا يستطيع أسر الروح، وأن الحرية، مهما تأخرت، حتمًا ستشرق من جديد.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen