العدو الصهيوني يواصل تحريضه على الضفة الغربية: التحدي الأكبر أمام الاحتلال
تواصل إسرائيل حملاتها التحريضية ضد الضفة الغربية المحتلة، حيث تُصورها على أنها التحدي الأكبر أمام وجودها. هذا التحريض يعزز من تصعيد العمليات العسكرية ويبرر المخططات الإسرائيلية المدعومة بتصريحات أمريكية عن تهجير الفلسطينيين إلى دول مجاورة. في ظل هذا الوضع المعقد، تبقى الضفة الغربية مركز المقاومة الفلسطينية، ما يجعلها ساحة مفتوحة لصراع إرادات بين الاحتلال والشعب الفلسطيني.
يستمر الكيان الإسرائيلي في توجيه استهدافاته الأمنية والسياسية والإعلامية نحو الضفة الغربية الفلسطينية المحتلة، حيث يروج بشكل متزايد للخطاب الذي يُصوّر الشعب الفلسطيني في الضفة كتهديدات حقيقية على وجوده وعلى مستوطنيه. هذه الحملة الإعلامية المستمرة تهدف إلى تهيئة الأرضية لجرائم وعمليات عسكرية متواصلة ضد الفلسطينيين في مدن وقرى الضفة.
تناغم هذا التحريض الصهيوني مع ما طرحه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بخصوص "حل" يُقترح فيه تهجير الفلسطينيين إلى دول مجاورة، مثل مصر والأردن، يساهم في تعزيز هذا الخطاب العدواني. تصريحات ضباط إسرائيليين كبار، التي نقلتها وسائل الإعلام العبرية، تؤكد بشكل صريح أن "يهودا والسامرة" (الضفة الغربية) تمثل التحدي الحقيقي والفعلي في الصراع الحالي. وفقاً لهذه التصريحات، فإن العمليات العسكرية في طولكرم وجنين لن تتوقف، بل ستتوسع، وتكتسب مزيداً من التعقيد في المنطقة.
أحد الضباط الإسرائيليين البارزين صرح قائلاً: "هذه المنطقة أكثر تعقيداً بكثير مما يظن البعض، ونحن نعمل فيها بشكل مختلف بعد حرب 7 أكتوبر". وهو ما يعكس مستوى التوتر والإرهاق الذي يشعر به الكيان الإسرائيلي في مواجهة المقاومة الفلسطينية، التي لم تتوقف عن فرض تحديات كبيرة. هذا الضابط أضاف أن "المسألة ليست فقط في غزة وحماس، بل إن الحرب على غزة قد توسعت لتشمل الضفة، حيث التحدي الحقيقي يكمن هناك."
وفي سياق آخر، تطرقت تصريحات ضباط إسرائيليين إلى "فكرة ممتازة" طرحها ترامب حول تهجير سكان غزة إلى دول مجاورة، مثل مصر والأردن، معتبراً أن هذه الخطة تمثل حلاً قابلاً للتطبيق. ويعترف الضابط الإسرائيلي الكبير بأن "إسرائيل لم تحقق هدفها في القضاء على حماس"، مشيراً إلى أن الفكرة قد تكون ضرورية في ظل ما وصفه بالوضع المعقد الذي لم تُهزم فيه حماس بعد.
ورغم رفض مصر والأردن لهذه التصريحات، يبقى تأثير السياسة الأمريكية حاضراً، إذ تظهر التحليلات الإسرائيلية أن "الأمريكيين جادون في هذه القضية"، وهو ما يجعل الإسرائيليين ينظرون إلى تصريحات ترامب بحذرٍ شديد.
فاذا يبدو واضحا ان الاحتلال الإسرائيلي يعترف ضمنياً بأن الضفة الغربية تمثل نقطة تحول في المواجهة مع الفلسطينيينو إن التحدي الذي يواجهه الاحتلال في هذه المنطقة يتجاوز الجانب العسكري إلى السياسي والديمغرافي، حيث أن أية محاولات لتهجير الفلسطينيين أو تهديد وجودهم قد تؤدي إلى تصعيد خطير في الوضع على الأرض. هذا التحدي يستدعي التفكير في خيارات المقاومة الفلسطينية التي يجب أن تتجاوز الأطر العسكرية إلى حركة دبلوماسية وعالمية لفضح هذا التحريض المتواصل.
التحريض الإسرائيلي المستمر على الضفة الغربية يُظهر بوضوح أن الاحتلال يسعى إلى تأكيد سيطرته الدائمة على المنطقة، ويُحاول تهيئة الأجواء الدولية والمحلية لتبرير انتهاكاته. هذا التحريض لا يمثل فقط تهديداً للفلسطينيين بل هو مؤشر على عجز الاحتلال أمام المقاومة المستمرة، سواء من قبل الفصائل المسلحة أو من خلال المقاومة الشعبية.