جبهة اليمن المساندة لغزة.. القوة التي قلبت موازين طوفان الأقصى
شكّل الدور البارز والمفاجئ الذي لعبته الجبهة اليمنية المساندة لغزة في معركة طوفان الأقصى نقطة تحول استثنائية في مسار الصراع الإقليمي والدولي. فقد تمكنت صنعاء من تثبيت معادلات استراتيجية جديدة وضعت بصمتها على موازين القوى في المنطقة والعالم، محدثة صدمة كبيرة في صفوف العدو الصهيوني وحلفائه.
منذ بداية معركة طوفان الأقصى برزت جبهة الإسناد اليمنية كعنصر حاسم ومفاجئ. فإطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة نحو جنوب فلسطين المحتلة لم يكن مجرد رد فعل عابر، بل إعلانًا جريئًا عن امتلاك اليمن قدرات عسكرية واستقلال قرار يفوق كل التوقعات. وقد تم تعزيز هذا الدور بعمليات بحرية جريئة، مثل الاستيلاء البطولي على السفينة غالاكسي ليدر، وإغلاق ميناء أم الرشراش، مما أضاف بُعدًا جديدًا إلى المواجهة مع العدو.
برغم التحديات الجغرافية والسياسية التي واجهت اليمن، بما في ذلك محاولات دول الجوار لعزلها، فإنها استطاعت تحقيق اختراق استراتيجي غير مسبوق. هذا الحضور الفاعل أكد أن اليمن لم يعد مجرد طرف إقليمي، بل أصبح لاعبًا رئيسيًا في مواجهة العدو، ما أجبر الولايات المتحدة وبريطانيا على التدخل المباشر لاحتواء الموقف، دون تحقيق نتائج تُذكر.
نجحت الجبهة اليمنية في تغيير قواعد اللعبة البحرية بشكل جذري. فبالإضافة إلى توسيع بنك الأهداف البحرية، أثبتت العمليات اليمنية قدرة غير مسبوقة على تعطيل التحركات البحرية للعدو وحلفائه. هذه التطورات دفعت واشنطن إلى مراجعة تكتيكاتها القتالية، وأثارت نقاشات واسعة حول مستقبل السيطرة البحرية العالمية.
اعتبرت مراكز أبحاث العدو، مثل مركز القدس للأمن والشؤون الخارجية، أن استهداف اليمن للعمق الإسرائيلي هو مؤشر على صعودها كقوة إقليمية ودولية غير قابلة للتهميش. وبرغم محاولات العدو لتدويل المأزق، فإن التحولات التي أحدثتها اليمن أكدت ضعف نظام الهيمنة الذي يعتمد عليه العدو، وفتحت آفاقًا جديدة أمام القوى الإقليمية والدولية للابتعاد عن هذا النظام.
بفضل هذا الحضور المتميز، أصبحت الجبهة اليمنية ركيزة أساسية في محور المقاومة، وأثبتت أن نظام الهيمنة الذي يعتمد عليه العدو لم يعد قادرًا على فرض إرادته. ومع تهاوي ركائز هذا النظام، يبرز اليمن كقوة قادرة على إعادة تشكيل خريطة الصراع الإقليمي والدولي، وترسيخ معادلة جديدة تحمل بشائر النصر للمقاومة وخسائر لا يمكن تعويضها للعدو الصهيوني وحلفائه.