الضفة الغربية: صمود لا يلين في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية
الضفة الغربية، ساحة مواجهة مستمرة بين شعب يواجه آلة الحرب الإسرائيلية بكل ما أوتي من قوة وعزيمة، وبين قوات احتلال تواصل اعتداءاتها على المدنيين والمقدسات.. اقتحامات، إطلاق نار، قصف، وتدمير للبنية التحتية، كلها أدوات يستخدمها الاحتلال في حربه المستمرة ضد شعب عازم على المقاومة والصمود. في هذه الأرض، لا يتوقف المواطنون عن النضال، يواجهون الاعتقالات والتهجير والتدمير، لكنهم يثبتون على أرضهم رغم كل المحن، بين حصار المدن والمخيمات، وبين الجراح التي تفيض بها الأرض، يظل الأمل في الحرية والمقاومة ينبض في قلوب الفلسطينيين، لتظل الضفة الغربية قلعة صمود لا تنكسر.
الضفة الغربية، البقعة الفلسطينية التي تقاوم بكل ما أوتيت من قوة ضد آلة الحرب الإسرائيلية، تشهد في الآونة الأخيرة تصعيدًا غير مسبوق في الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية التي تهدف إلى إخماد نار المقاومة وحرف مسار الشعب الفلسطيني عن تحقيق أهدافه. ومع ذلك، يظل شعب الضفة يتحدى الاحتلال، ويبرهن يوماً بعد يوم على صموده وإصراره على مقاومة الاحتلال بكل السبل الممكنة.
مناطق الضفة الغربية، وخصوصًا في طولكرم والخليل ورام الله، تشهد اقتحامات واسعة النطاق من قبل القوات الإسرائيلية تبدأ هذه الاقتحامات في ساعات الليل، حيث يدخل جنود الاحتلال إلى الأحياء السكنية والمخيمات، مهددين حياة المواطنين وممتلكاتهم.
في مدينة طولكرم استهدف الاحتلال عدة مناطق ومخيمات، بما في ذلك مخيم طولكرم، حيث أقدمت قوات الاحتلال على تفجير المنازل في حارة البلاونة، مما أسفر عن تدمير العديد من الممتلكات وإجبار المواطنين على مغادرة منازلهم. وعقب الاقتحام، حدثت مواجهات عنيفة بين قوات الاحتلال والشبان الفلسطينيين الذين حاولوا التصدي لجنود الاحتلال.
وفي مسعى لمزيد من التضييق على المدنيين الفلسطينيين، يواصل الاحتلال فرض الحواجز العسكرية على الطرق الرئيسية والفرعية في الضفة الغربية. هذه الحواجز التي تنصبها قوات الاحتلال تخلق حالة من الخوف والشلل التام في حركة الفلسطينيين، الذين يجدون أنفسهم مجبرين على الانتظار لساعات طويلة أو حتى يواجهون الاعتقال والتفتيش المهين.
في بلدة سعير الواقعة شمال شرق الخليل، حاول الاحتلال اقتحام منازل عدة، مما دفع المقاومة المحلية إلى تنظيم تصدي منظم. أما في الخليل نفسها، حيث تعيش مجموعات من المستوطنين، فكانت قوات الاحتلال في حالة استعداد تام لتفريق أي تحرك فلسطيني مضاد لسياسة الاستيطان، فاقتحمت منطقة بئر المحجر واستولت على سيارة، وهو أسلوب متبع من الاحتلال لاستهداف كل من يرفع صوته ضد ممارساته.
المخيمات الفلسطينية، التي لطالما كانت قلب مقاومة الاحتلال، تشهد بشكل مستمر عمليات عسكرية من قبل الاحتلال، وخصوصًا في مخيمات مثل مخيم طولكرم ومخيم الفوار. هذه المخيمات تُمثل مركزًا للثوار الفلسطينيين الذين يشكلون جبهة مقاومة صلبة في وجه الاعتداءات الإسرائيلية.
وفي مخيم الفوار، جنوبي مدينة الخليل، اندلعت مواجهات عنيفة بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال التي حاولت اقتحام المخيم. وأثناء هذه المواجهات، أصيب شابان فلسطينيان برصاص الاحتلال، أحدهما في فخذه والآخر في قدمه، وتم نقلهما إلى المستشفى لتلقي العلاج. ولكن، ما فاجأ الجميع كان تعرض طاقم الإسعاف الفلسطيني للاحتجاز من قبل قوات الاحتلال، وهو أمر متكرر في سياسة الاحتلال التي تسعى إلى عرقلة وصول الطواقم الطبية إلى الجرحى والمصابين.
الاحتلال لا يقتصر على القتل والتدمير، بل يشمل أيضًا حملات اعتقال عشوائية. في قرية عين قينيا غرب رام الله، اقتحمت قوات الاحتلال منزل الأسير المحرر محمد الملح، وقامت باعتقاله مع عدد من أفراد عائلته. في الوقت نفسه، شهدت مدن الضفة حملات اعتقال واسعة تزامنت مع الاقتحامات العسكرية. هذه الاعتقالات لا تقتصر على الشباب، بل تشمل النساء وكبار السن، مما يساهم في إشاعة حالة من الرعب والخوف بين الفلسطينيين.
العدوان على طولكرم يتصاعد بشكل مستمر، حيث تشهد المدينة ومخيمها لليوم الثاني على التوالي حصارًا مشددًا من قبل قوات الاحتلال. القوات الإسرائيلية نشرت المزيد من الآليات العسكرية على أطراف المدينة، وقامت بتجريف الأراضي والشوارع، مما أدى إلى تدمير البنية التحتية، وتسبّب في قطع الإمدادات الأساسية مثل المياه والكهرباء. هذا العدوان الهمجي لا يقتصر على الأرض والممتلكات، بل يتعداه ليشمل البشر، حيث قام الاحتلال بمهاجمة المدنيين وإطلاق الرصاص الحي على الشبان.
في وقت لاحق اختطفت قوات الاحتلال شابًا فلسطينيًا بعد إصابته بالرصاص الحي في وجهه أثناء تواجده داخل مخيم طولكرم. رغم إصابته، أجبرت قوات الاحتلال طاقم الإسعاف على نقله إلى أحد الحواجز العسكرية، مما يعكس السياسة الإسرائيلية الرامية إلى إعاقة الوصول إلى المصابين وتقديم الرعاية الطبية.
الصحفيون الفلسطينيون، الذين يسعون لتوثيق جرائم الاحتلال، أصبحوا هدفًا مباشرًا في العديد من الحالات.حيث، أصيبت الصحفية نغم الزايط بشظايا رصاص الاحتلال أثناء تغطيتها الميدانية في مدينة طولكرم. كانت الزايط من بين مجموعة من الصحفيين الذين تعرضوا لإطلاق نار مباشر من قبل قوات الاحتلال، في محاولة لمنعهم من نقل الحقيقة للعالم. هذه الاعتداءات على الصحفيين تكشف عن مدى تواطؤ الاحتلال في تكميم الأفواه ومنع الإعلام من كشف ما يجري على الأرض.
في ظل هذه الاعتداءات الهمجية، يظل الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، وخصوصًا في مدن مثل طولكرم والخليل، صامدًا ومقاومًا. قوات الاحتلال قد تحاول تدمير البنية التحتية وفرض المزيد من القيود، ولكن عزيمة الشعب الفلسطيني في المقاومة لا تُكسر. فالمقاومة في الضفة الغربية، بشتى أشكالها، من الكمائن العسكرية إلى الانتفاضات الشعبية، تؤكد أن الاحتلال مهما طال، لن يستمر في ظل إرادة حرة تصر على تحرير الأرض واستعادة الحقوق.
على الرغم من الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة والعدوان الوحشي الذي يُمارس ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، إلا أن المقاومة الفلسطينية تستمر في الدفاع عن الأرض والشعب. الشعب الفلسطيني، برغم ما يعانيه من قمع واحتلال، يثبت يوماً بعد يوم أنه لن يخضع للتهديدات أو المحاولات الإسرائيلية التي تسعى لتحطيم عزيمته. إن صمود أهالي الضفة الغربية في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية، والتضحية التي يقدمونها يوميًا، تجسد أسمى صور المقاومة والنضال من أجل الحرية والكرامة.