29 كانون الثاني , 2025

جنين تنزف.. والاحتلال يواصل عدوانه لليوم التاسع وسط دمار واسع وشهداء بالعشرات

يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على مدينة جنين ومخيمها لليوم التاسع على التوالي، وسط تصعيد غير مسبوق من عمليات القصف والتجريف والاعتقالات، وأسفر العدوان حتى الآن عن استشهاد سبعة عشر فلسطينيًا، إلى جانب عشرات الإصابات، في ظل استمرار تدمير البنية التحتية والمنازل وتشديد الحصار على المدينة.

لا تزال جنين، مدينة البطولة والمقاومة، تعيش تحت وطأة العدوان الإسرائيلي الغاشم، الذي يدخل يومه التاسع مخلفاً الدمار والمآسي في كل زاوية من شوارعها وأزقتها. تتساقط الأرواح واحداً تلو الآخر، وتُهدم المنازل فوق رؤوس ساكنيها، فيما تُحرق الأحلام والذكريات في نار الحقد والاحتلال.

لليوم التاسع على التوالي، يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الوحشي على مدينة جنين ومخيمها، موقعًا 17 شهيدًا وعشرات الإصابات والاعتقالات، مع استمرار عمليات التجريف والنسف لمنازل الفلسطينيين وممتلكاتهم. لم تسلم البنية التحتية من الدمار، حيث جرفت جرافات الاحتلال الطرق، وهدمت البيوت، وأغلقت الأزقة لفرض مزيد من الحصار والخنق على سكان المدينة.

وفي تطور خطير، أقدمت قوات الاحتلال على هدم مسجد حمزة في شارع مهيوب بمدينة جنين، واستهدفت طائرة مسيّرة موقعًا قرب دوار السينما، ما أدى إلى إصابة شاب، ومنعت قوات الاحتلال طواقم الإسعاف من الوصول إليه قبل أن تقوم باعتقاله. كما احتجزت مركبة إسعاف وأعاقت عمل الطواقم الطبية، في انتهاك صارخ لكل القوانين الإنسانية.

لم يقتصر العدوان على القتل والتدمير، بل امتد ليشمل الاعتقالات العشوائية والاعتداء على المواطنين، حيث تم اعتقال عدد من الشبان فجر اليوم في حي البيادر، فيما تعرض مواطنان للضرب المبرح على حاجز الجلمة شمالي جنين.

لم تكن جنين وحدها في دائرة النار، حيث استمر الاحتلال في استهداف مدن الضفة الأخرى. ففي طولكرم، حاصرت قوات الاحتلال المستشفيات، وهدمت منزل الشهيد تامر رأفت فقها في ضاحية شويكة وسط اشتباكات عنيفة مع المقاومة، بينما استشهد الشاب أيمن فادي ناجي متأثرًا بإصابته برصاص الاحتلال.

أما في القدس، فقد هدمت قوات الاحتلال مصلى التقوى في بلدة صور باهر، واقتحمت منزل الأسير المحرر أشرف الزغير، واعتقلت أفرادًا من أسرته بعد التنكيل بهم.

رغم الدمار والحصار والعدوان المتواصل، يبقى الفلسطينيون صامدين، متمسكين بأرضهم وحقهم في الحياة. هذه الاعتداءات الهمجية لن تكسر إرادة المقاومة، ولن تطفئ جذوة النضال الفلسطيني الذي يسير بثبات نحو الحرية، مهما بلغت التضحيات. جنين اليوم ليست مجرد مدينة تُقصف، بل رمزٌ لصمودٍ لا ينكسر، وإرادةٍ لن تُهزم.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen