28 كانون الثاني , 2025

عودة الجنوبيين والغزيين.. تتويج للصمود والانتصار

وشكلت عودة النازحين في غزة وجنوب لبنان صفعة جديدة في وجه العدو الصهيوني الذي راهن على كسر بيئة المقاومة، وجاءت لتؤكد ارتباطَ مسار الجبهتَين فيما يتعلق بتحقيق النصر، على عكس ما كان يروّجه العدو.

مشاهد العودة التي سطرها الفلسطينيون والجنوبيون العائدون الى قراهم رغم تضييقات العدو.. كفيلة بأن تبرهن من المنتصر ومن تقف معه الحاضنة الشعبية رغم الآلام والجراح

وقد مثلت عودة النازحين الفلسطينيين واللبنانيين تتويطت للهزيمة المذلة التي تلقاها العدوّ الصهيوني والتي تم تثبيتها رسميًّا من خلال اتّفاقَي وقف إطلاق النار في الجبهتين بدون تحقيق أي هدف من اهداف العدو

وبحسب مراقبين فإن العودة إلى شمال غزة بالذات تمثل صفعة إضافية بعد مساعيه التي كانت تستهدف هذه المنطقة بشكل خاص، من خلال ما عُرِفَ بخطة الجنرالات، والتي كانت ترمي لتهجير سكان شمال غزة بشكل نهائي وتحويله إلى منطقة عسكرية، وهي خطة كانت المقاومة قد تمكّنت من إسقاطها عمليًّا قبل اتّفاق وقف إطلاق النار لتأتي عودة النازحين وتتوج ذلك الصمود بدفن آمال التهجير وتجريد العدوّ حتى من تأثير صورة الدمار الشامل.

هذه الدلالاتُ برزت كذلك في مشاهد عودة النازحين اللبنانيين إلى مناطقهم في الجنوب بعد انتهاء المهلة المحدّدة لانسحاب جيش العدوّ، ليتفاجأ مباشرة بجموع كبيرة من اللبنانيين الذين تدفقوا إلى مناطقهم بأعداد كبيرة.

ويضيف مراقبون ان هذه العودة اكدت ارتباطَ مسار الجبهتَين فيما يتعلق بتحقيق النصر، على عكس ما كان يروّجه العدوّ وبعض وسائل إعلام أنظمة التطبيع حول اتّفاق وقف إطلاق النار في لبنان؛ باعتبَاره تحييدًا لجبهة الإسناد اللبنانية.

وبالتالي أصبح واضحا أن هذا الاتّفاقَ لم يكن فقط انتصارًا تاريخيًّا لجبهة لبنان فحسب، بل كان أَيْـضًا تمهيدًا عمليًّا واستراتيجيًّا واضحًا لانتصار المقاومة في غزة، من خلال وضع العدوّ بشكل مباشر أمام النهاية المسدودة لعدوانه وإجباره على إدراك واقع استحالة تحقيق أي هدف من أهدافه، وضرورة وقف الحرب والانسحاب وحتميتهما.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen