28 كانون الثاني , 2025

معارك طولكرم وجنين تشعل فتيل المقاومة الفلسطينية في وجه العدوان الإسرائيلي

في قلب الضفة الغربية حيث يخوض المقاومون الفلسطينيون حرباً ضروساً ضد آلة الاحتلال الإسرائيلية التي تسعى لتدمير ما تبقى من حياة في مخيمات طولكرم وجنين. هذه الأرض التي تحتفظ في ثناياها قصص الشهداء ودماء الأبطال، تشهد اليوم فصولاً جديدة من الصمود والتضحية. مع كل اشتباك ومع كل لحظة من الاشتباك العنيف، يثبت المقاومون أن عدوان الاحتلال، مهما كان قاسياً، لن يكون قادراً على كسر إرادة شعبٍ اختار المقاومة طريقاً نحو الحرية.

يتجدد الصمود الفلسطيني في الضفة الغربية في معركة متواصلة ضد الاحتلال الإسرائيلي ففي طولكرم وجنين، ينقض المقاومون الفلسطينيون على قوات الاحتلال في مشهد من البطولات التي تلامس سماء القدس المحتلة. هذا الصمود يتجسد في الاشتباكات الضارية التي تسطع قوتها في محاور المخيمات، حيث تواصل المقاومة رد العدوان الإسرائيلي الذي لا ينفك عن استهداف حياة الأبرياء ومقدرات الشعب الفلسطيني.

سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، التي تواصل معاركها الضارية في مخيم طولكرم، تصدّت لقوات الاحتلال في عدة محاور داخل المخيم. القتال الذي امتد لساعات أسفر عن إصابات مؤكدة في صفوف القوات الإسرائيلية، بينما كانت الطائرات والمدفعية الاحتلالية تُدك المدينة ومحيطها. إن مجريات الاشتباك في حارة الشهداء ومحور المقاطعة والمربع تثبت العزيمة الفلسطينية التي ترفض الخنوع وترفض الاستسلام.

سرايا القدس لم تكن وحدها في هذا المعترك، بل تحركت كتائب شهداء الأقصى، التابعة لحركة فتح، لتحقق مقاومة شرسة أيضاً. مقاومون فلسطينيون أكدوا أنهم لن يفرطوا في شبر من أرضهم، ولن يستسلموا أمام آليات الاحتلال وحصاره. في الوقت ذاته، أكدت مصادر فلسطينية محلية على أن المقاومة على الأرض مستمرة في مواجهة القصف الذي يستهدف المخيمات والبيوت الفلسطينية.

في جنين، المدينة التي شهدت على مرّ السنين العديد من البطولات، كانت الاشتباكات أيضاً على أشدها. سرايا القدس في المدينة استهدفت بشكل مكثف قوات الاحتلال، لاسيما في محور الصناعية، حيث لا تزال قوات الاحتلال تعيش حالة من الهلع، مع تكبدها إصابات مؤكدة نتيجة زخات الرصاص والعبوات الناسفة التي زرعها المقاومون الفلسطينيون في الطريق.

العدوان الإسرائيلي على جنين ومخيمها دخل يومه السابع، حيث تستمر عمليات التدمير التي تشنها جرافات الاحتلال على مخيمات طولكرم وجنين. المقاومة الفلسطينية، التي لا تكف عن التصدي في هذه المناطق، تثبت مجددًا أنها لن تترك الأرض للمحتل بسهولة. الشهداء الذين سقطوا في جنين وطولكرم، كان منهم قائد كتائب القسام في مخيم طولكرم، إيهاب أبو عطيوي، الذي اغتالته القوات الإسرائيلية في عملية غادرة، مما أثار غضباً عارماً داخل فلسطين وخارجها.

حركة حماس، التي اعتبرت عملية اغتيال أبو عطيوي بمثابة محاولة بائسة من الاحتلال لتصفية المقاومة الفلسطينية، أكدت على موقفها الثابت في استمرار التصدي للعدوان. في بيان لها، دعت حماس كل الفصائل الفلسطينية والشعب الفلسطيني إلى التصدي لجرائم الاحتلال وتفعيل المقاومة بكافة أشكالها.

إن دعوة حماس لا تقتصر فقط على التصدي للاحتلال، بل تشمل تحفيز الشعب الفلسطيني على مواجهة العدوان بصمود وتضامن، وإظهار أن ما يقوم به الاحتلال من قتل وتدمير لن يثني الفلسطينيين عن إصرارهم في استعادة حقوقهم المشروعة.

الاعتداءات الإسرائيلية تتجاوز الاعتداءات العسكرية لتطال النسيج الاجتماعي الفلسطيني. لقد أدت الاشتباكات المستمرة إلى دمار واسع في البنية التحتية للمخيمات الفلسطينية. جرافات الاحتلال تقوم بتدمير الدوارات والمرافق العامة في طولكرم وجنين، في محاولة لتقويض حياة السكان. في الوقت نفسه، يعاني الشعب الفلسطيني من حصار خانق، ما يجعل الحياة أكثر صعوبة في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية.

مع استمرار هذه الاشتباكات، يبقى الأمل معقوداً على أن يظل الصمود الفلسطيني متجدداً. المقاومون في الضفة الغربية، الذين يواصلون التصدي لقوات الاحتلال في معارك استنزاف شديدة، يثبتون على مدار الساعة أن الإرادة الفلسطينية لن تنكسر. ومع كل طلقة رصاص، ومع كل قنبلة، ومع كل شهيد يرتقي، يزداد إيمان الشعب الفلسطيني بأن نضاله هو نضال من أجل الحرية والكرامة.

هذه الاشتباكات في طولكرم وجنين هي جزء من فصول طويلة من صراع مرير مستمر منذ عقود، لكنه يشير إلى أن المقاومة الفلسطينية، بجميع أطيافها، مستمرة في كتابة قصتها بطولات جديدة.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen