27 كانون الثاني , 2025

الجنوبيون في لبنان يتحدون الاحتلال ويعودون إلى قراهم الحدودية رغم التضحيات

يشهد الجنوب اللبناني اليوم ملحمة جديدة من الصمود والتحدي، مع عودة أهله إلى قراهم الحدودية التي دمرها الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانه المستمر لأكثر من خمسة عشر شهراً، هذه العودة البطولية تأتي بعد انتهاء مهلة الأيام الستون المخصصة لانسحاب الاحتلال، في خطوة تحمل رسالة واضحة: الجنوب سيبقى عصياً على الاحتلال وأهله سيظلون أوفياء لثلاثية الجيش، الشعب، والمقاومة.

في مشهد تاريخي يعيد إلى الأذهان محطات نصر الجنوب في عام 2000 و2006، عاد الجنوبيون صباح اليوم الأحد 26 كانون الثاني/يناير 2025، إلى قراهم الحدودية التي استهدفها الاحتلال الإسرائيلي على مدى أكثر من 15 شهراً. هذه العودة جاءت عقب انتهاء مهلة الأيام الـ60 لانسحاب الاحتلال من الأراضي اللبنانية، في تحدٍّ واضح للآلة العسكرية الإسرائيلية.

وسط أعلام لبنان ورايات المقاومة وصور الشهداء، تقدم الأهالي في مسيرة العودة، ليجدوا أنفسهم أمام واقع مرير؛ 22 شهيداً ارتقوا بنيران الاحتلال أثناء محاولتهم دخول قراهم المدمرة.

الشهداء التحقوا بركب أولي البأس، بينما أكد الأهالي عزمهم على إعادة بناء ما دمره العدوان، وفاءً لوعد المقاومة وقائدها الشهيد السيد حسن نصر الله.

وعلى الرغم من انتهاء المهلة المحددة، استمر الاحتلال بخروقاته وإطلاق النار، ما أدى إلى استشهاد جندي من الجيش اللبناني وإصابة آخرين، بينهم محمد يوسف زهور الذي ارتقى أثناء أداء واجبه الوطني على طريق مروحين الضهيرة.

ومع ذلك، سار الأهالي جنباً إلى جنب مع الجيش اللبناني، في مشهد جسّد الوحدة الوطنية بين الجيش، الشعب، والمقاومة.

الإعلام الحربي في المقاومة الإسلامية وصف المشهد قائلاً: أهلنا الشرفاء، أنتم اليوم تدهشون العالم من جديد، وتثبتون بحق أنكم شعب أبيّ وشجاع. أما الرئيس اللبناني جوزف عون، فقد وجّه رسالة تضامن للجنوبيين قائلاً: الجيش اللبناني معكم دائماً.. حيثما تكونوا يكن.

هذه العودة البطولية تأتي كرسالة واضحة بأن الشعب اللبناني لن يتراجع عن حقوقه ولن يخضع لتهديدات الاحتلال، متمسكاً بثلاثية النصر: الجيش، الشعب، والمقاومة.

في هذا اليوم التاريخي، ورغم التضحيات الجسام التي تمثلت في ارتقاء الشهداء وإطلاق النار المستمر من قوات الاحتلال، يثبت الجنوبيون مرة أخرى أنهم أصحاب الأرض والحق، وأن إرادتهم أقوى من دبابات الاحتلال وصواريخه. إن هذه اللحظة تستحضر ملاحم التحرير السابقة في عامي 2000 و2006، وتؤكد أن درب المقاومة متواصل حتى تحرير كامل التراب اللبناني.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen