جنين تحت النار: مخاوف من إبادة جديدة تكرر مآسي غزة
بين أصوات الدبابات والاقتحامات، يعيش مخيم جنين ساعات عصيبة في مواجهة عدوان يهدد بكارثة إنسانية، شهداء ومعتقلين، بمشاهد مؤلمة تعيد للأذهان مآسي غزة، وسط تحذيرات من إبادة جماعية قد تطال المخيم وأهله الصامدين الذين يدفعون ثمنًا غاليًا لصمودهم في وجه الاحتلال.
تتواصل المأساة في جنين، حيث يواجه أهلها عدوانًا شرسًا لا يرحم البشر ولا الحجر. أصوات القصف والدمار تعيد إلى الأذهان مشاهد الإبادة في غزة، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية قد تحل بمخيمها الصامد. ورغم الجراح، يبقى صوت المقاومة أقوى من محاولات الاحتلال لإخماد الروح الفلسطينية.
فيواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، لليوم الرابع على التوالي، عدوانه على مدينة جنين ومخيمها، شمالي الضفة الغربية المحتلة، غداة إطلاقه حملته العسكرية السور الحديدي، التي أوقعت 12 شهيدًا وعشرات الإصابات، بحسب ما أعلنته وزارة الصحة الفلسطينية في حصيلة غير نهائية.
وأعلن رئيس الأركان في جيش الاحتلال، هرتسي هليفي، أنّ قواته ستواصل تنفيذ سلسلة عمليات عسكرية في محافظة جنين.
وقال هليفي: نستعد لسلسلة عمليات عسكرية في مخيم جنين ستنقلنا إلى مكان آخر، لن نمكّن العدو من استهداف قواتنا، وفق تعبيره. وتابع قائلاً: يجب أن نكون مستعدين للتعامل مع التحديات في مخيم جنين، ومواصلة الضغط، وفي الوقت نفسه تنفيذ مهمات أخرى. الخطط القادمة دقيقة وصحيحة جدًا.
وفي السياق، تواصل الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية ملاحقة مقاومين ومطاردين لقوات الاحتلال الإسرائيلي، إذ ذكرت وسائل إعلام فلسطينية، أن أجهزة السلطة حاصرت ليل الخميس - الجمعة مجموعة من المقاومين وأطلقت النار عليهم في بلدة يعبد جنوب غرب جنين شمالي الضفة الغربية.
من جانبها، دعت حركة حماس إلى النفير العام والتصدي لعدوان الاحتلال الواسع في جنين وإسناد المقاومين لمواجهة البطش الصهيوني.
وقالت الحركة إن سلوك أجهزة السلطة التي انسحبت من محيط مخيم جنين بالتزامن مع بدء عملية الاحتلال يثير الاستغراب.
وكذلك، دعت حركة الجهاد الإسلامي أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة المحتلة إلى التصدي بكل الوسائل للحملة المجرمة وإفشال أهدافها.
ومنذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، وسّع جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته، وصعّد المستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى استشهاد 873 فلسطينيًا وإصابة نحو 6 آلاف و700، واعتقال 14 ألفًا و300 آخرين، وفق معطيات رسمية فلسطينية.
رغم القصف والدمار ومحاولات الاحتلال لإخماد صوت الحياة في جنين، يبقى المخيم شاهدًا على صمود شعب لا يعرف الاستسلام. مأساة المخيم ليست مجرد قصة ألم، بل هي رسالة تحدٍّ بأن فلسطين لن تسقط، وأن إرادة شعبها أقوى من كل محاولات الإبادة والتشريد. سيظل المخيم رمزًا للصمود حتى يتحقق العدل وتعود الحقوق لأصحابها.