إصرار على العودة إلى الشمال: غزة قطاع من خيم
رغم الخروقات المستمرة والشتاء القارص والبيوت المهدمة يصر أهالي غزة بعد وقف إطلاق النار على العودة إلى مناطقهم التي نزحوا منها وخصوصا الشمالية ناصبين الخيم في العراء.
ضاربا بعرض الحائط كل الاتفاقيات ، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي خروقاته لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، حيث استهدف شقة سكنية في محافظة رفح، وتحديدًا في حي تل السلطان، مما أسفر عن استشهاد مواطنين وإصابة آخرين.
ورغم تلك الخروقات ورغم الدمار المكدس في الطرقات خاصة في شمال القطاع، يواصل الأهالي العودة تدريجيًا إلى مخيم جباليا ومدينة بيت لاهيا وبيت حانون، في محاولات دؤوبة لاستعادة نمط الحياة الطبيعي. ومع ذلك، تظل الأوضاع هناك شديدة الصعوبة، خصوصًا مع تأخر الاستجابة الإنسانية في تلبية الاحتياجات الأساسية للسكان.
في مخيم جباليا يبذل الأهالي جهودًا كبيرة لتوفير ما يقيهم من برد الشتاء وأمطاره، وسط أجواء من التضامن الجماعي. ويؤكد السكان أن مخيم جباليا والمناطق الشمالية للقطاع، التي دمرها جيش الاحتلال تدميرًا شبه كامل، لن تُنسى ولن تُترك أبدًا.
وفي أسواق شمال القطاع، شهدت الأجواء حالة من البهجة مع وصول المنتجات والمواد الأساسية، مثل المواد التموينية والخضروات والفواكه واللحوم، التي حُرم السكان من تذوقها لمدة خمسة عشر شهرًا. وقد أعادت هذه السلع، التي دخلت إلى القطاع خلال الأيام الثلاثة الماضية، أجواء من الفرح والاحتفال إلى حياتهم.
على صعيد آخر، تسود حالة من الترقب بين النازحين في جنوب القطاع، الذين من المقرر أن يعودوا إلى شماله صباح الأحد المقبل. وقد أعلنت الجهات الحكومية أن الطريق المؤدية إلى شمال القطاع ستكون مفتوحة للأهالي عبر طريق الرشيد غرب مدينة غزة للمشاة، وطريق صلاح الدين للمركبات.
ورغم الأجواء الاحتفالية، لا تزال أزمة السكن تمثل تحديًا حقيقيًا للعائدين، نظرًا للتدمير شبه الكامل الذي طال المناطق الشمالية من القطاع.