21 كانون الثاني , 2025

الأسبوع الأخير من الهدنة.. الاحتلال يصعّد انتهاكاته على حدود لبنان

في ظل أجواء التوتر على الحدود اللبنانية، يواصل الاحتلال الإسرائيلي تصعيد استفزازاته وخرق وقف إطلاق النار، ضاربًا بعرض الحائط كل المواثيق والالتزامات الدولية. هذه الانتهاكات المستمرة تعكس نية واضحة لزعزعة الاستقرار في المنطقة، وسط صمت دولي يفاقم الأوضاع.

على الحدود، تتعالى أصوات التحذير، فكل خرق جديد يضع المنطقة على حافة تصعيد أكبر، حيث بات السؤال الملح: إلى متى ستبقى التهدئة رهينة لانتهاكات الاحتلال.

فالاحتلال الإسرائيلي يواصل خرق اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، عبر اعتقاله مزارعين وتوغّله في بلدتي طلوسة وميس الجبل وقصفه مرتفعات شبعا.

فاعتقلت قواته 3 مزارعين كانوا موجودين في البساتين الواقعة بين الوزاني وعين عرب، قرب الحدود مع فلسطين المحتلة.

وتراجعت قوة من الجيش اللبناني، مؤلّفة من 7 آليات مدرّعة، بعد أن كان مقرّراً أن تدخل بلدة طلوسة، إذ فوجئت بساتر ترابي وبقوات الاحتلال المتوغّلة داخل البلدة.

وبحسب مصادر لبنانية إعلامية/ قطعت دبابة ميركافا الطريق في وادي السلوقي إلى طلوسة وبلدة بني حيّان، بينما نفّذت قوات الاحتلال عملية تمشيط في الوادي.

بدورها، اقتربت قوات تابعة لليونيفيل من الدبابة الإسرائيلية المتمركزة في وادي السلوقي.

كذلك، دهمت 3 دبابات وجرافات إسرائيلية حي الدبش في ميس الجبل، في حين فجّرت قوات الاحتلال منازل في البلدة.

وفي الحي نفسه، عمد الاحتلال إلى إحراق عدد من المنازل ودمّر إحدى الشاحنات ومعمل حجارة وهدم منشآت مدنية.

واستهدف الاحتلال أطراف بلدة كفرشوبا ومنطقة السدانة في مرتفعات شبعا عبر القصف المدفعي.

ومع بدء الأسبوع الأخير للهدنة يواصل الجيش اللبناني الانتشار في جنوبيّ البلاد، إذ أعلن، استكمال وحداته تعزيز التمركز في بلدات عين إبل ودبل ورميش في القطاع الغربي، وبلدتَي بنت جبيل وعيناتا في القطاع الأوسط بعد انسحاب الاحتلال الإسرائيلي.

وذكر الجيش، في بيان، أنّ تعزيز التمركز حصل بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان واللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار.

على الصعيد السياسي، طالب الرئيس اللبناني، جوزف عون الاحتلال بالانسحاب من جنوب لبنان، محذراً من استمرار الخروقات.

وجاء ذلك خلال استقبال عون الأمين العامّ للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، السبت.

وقبل ذلك، أكد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ضرورة انسحاب الجيش الإسرائيلي بالكامل، وذلك في تصريحات أدلى بها الجمعة، من القصر الرئاسي اللبناني.

في خضم هذه الانتهاكات المستمرة، يبقى لبنان على أهبة الاستعداد لمواجهة أي تصعيد قد يعكر صفو الأمن والاستقرار في المنطقة. ومع تزايد الخروقات من قبل الاحتلال، يزداد حجم التحدي أمام المجتمع الدولي لإيجاد آلية فعّالة لفرض احترام اتفاقات وقف إطلاق النار، وضمان حماية المدنيين.

ولكن في النهاية، تبقى إرادة الشعوب وأصوات الحق هي الأقوى، ولن يتوقف لبنان عن الدفاع عن سيادته وحقوقه مهما كانت الظروف.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen