21 كانون الثاني , 2025

دماء غزة تروي الأرض.. 47 ألف شهيد و111 ألف جريح في سجل التضحية

وسط الدمار والركام.. تواصل غزة كتابة فصل جديد من معاناة شعبها الذي لم يعرف الراحة منذ عقود، أكثر من سبعة واربعين ألف شهيد ومئة واحد عشر ألف جريح، هي الحصيلة المأساوية التي خلفتها سنة واشهر طويلة من العدوان المستمر، هؤلاء الشهداء والجرحى ليسوا مجرد أرقام، بل أرواح حية وأسماء محفورة في ذاكرة الوطن، تركوا خلفهم قصصًا تروي ملاحم البطولة والتضحية.

غزة، تلك البقعة الصامدة رغم جراحها، تكتب بدماء أبنائها قصة جديدة من الألم والصمود. أكثر من 47 ألف شهيد و111 ألف جريح تركوا وراءهم حكايات الفداء، ليكونوا شاهدين على معاناة شعب لا يزال يتمسك بحقه في الحياة والكرامة. هذه الأرقام المروّعة ليست مجرد إحصائيات، بل هي صرخات أمهات، ودموع أطفال، ودماء أبطال واجهوا الموت بصدور عارية، ليؤكدوا أن غزة، رغم كل الجراح، لا تنكسر.

حصيلة الشهداء في القطاع ارتفعت إلى 47.035، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وذلك منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.

أما حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 111.091، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.

و122 شهيداً، منهم 62 انتُشلت جثامينهم، و341 إصابة وصلوا إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية، نتيجة العدوان الإسرائيلي على القطاع .

ووسط أجواء من الحزن الممزوج بالأمل، عادت آلاف العائلات الفلسطينية النازحة إلى مدينة رفح المنكوبة جنوب قطاع غزة، بعد أشهر طويلة من النزوح القسري الذي فرضه الجيش الإسرائيلي وعملياته العسكرية البرية منذ 6 أيار/ مايو 2024.

رفح أصبحت كباقي مدن ومحافظات قطاع غزة اليوم شاهدةً على دمار هائل يروي مأساة إبادة الفلسطينيين في قطاع غزة.

فمشاهد الخراب والجثث المتحللة المنتشرة في الشوارع، إلى جانب البيوت المهدمة والبنية التحتية المدمرة، جعلت من العودة اختبارًا صعبًا لتحمل الألم والصمود.

ومنذ صباح الأحد.. تمكنت الطواقم الطبية والدفاع المدني من انتشال جثامين 79 فلسطينيًا من تحت ركام المنازل المدمرة وشوارع مدينة رفح، بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي ودخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

ويحاول الفلسطينيون العودة إلى منازلهم المدمرة في مختلف المناطق، واستصلاح أي جزء منه والعيش بداخله، هربًا من خيام لا تقيهم حر الصيف ولا برد الشتاء، رغم التحذيرات المتكررة من جهاز الدفاع المدني والبلديات، خشية حدوث انهيارات في هذه المنازل.

ومع كل عدوان جديد، تتجدد ملامح المأساة. بيوت تُهدم فوق ساكنيها، أحلام تُدفن تحت الأنقاض، ومستقبل يبدو معتمًا. لكن، وسط كل هذا الألم، تبرز ملامح الأمل من خلال صمود الشعب الفلسطيني وتشبثه بحقه في الحياة والحرية.

غزة، برغم الجراح، تظل مصدر إلهام لكل من يؤمن بعدالة القضية الفلسطينية. فهي تذكير دائم للعالم بأن إرادة الشعوب أقوى من أي عدوان، وأن الدماء التي تراق اليوم هي بذور الحرية التي ستزهر يومًا ما على أرض فلسطين.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen