21 كانون الثاني , 2025

غزة تنفض غبار العدوان وتبدأ بالعودة الى الحياة

رغم كل ما تعرض له قطاع غزة على مدار خمسة عشر شهرا، الا انه سرعان ما بدء يتعافى ويعود للحياة تدريجيا، مع انتشار شرطة المرور لحماية الامن وبدء البلديات والوزارات بالقيام بمهامهن ما يجسد الصورة الني ارادتها المقاومة لليوم التالي للحرب بأن غزة فلسطينية.

يتوسّط شرطي مرور بزيّه الرسمي مفترق السراي في وسط مدينة غزة، في حين يقوم قائد قوى الأمن الداخلي بجولة ميدانية لتفقّد العناصر الأمنيين الذين أعادوا انتشارهم في المدينة. كانت تلك، الصورة الثانية التي صدّرها قطاع غزة بعد مشهدية تسليم الأسيرات الإسرائيليات الثلاث في اليوم السابق، في ما بدا وكأنه شكل اليوم التالي للحرب، حيث انتشر ألاف من عناصر قوات من شرطة التدخل والنظام العام في شوارع غزة لحفظ الأمن في اليوم الثاني من الهدنة.

وفيما شرعت البلديات في إعادة فتح وتأهيل الشَّوارع، بُعيد دخول قرار وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، اعلن المكتب الإعلامي الحكومي في بيانٍ له ان الوزارات والمؤسسات الحكومية على جاهزية كاملة للبدء في العمل وفقًا للخطة الحكومية لتطبيق كافة الإجراءات التي تضمن عودة الحياة إلى طبيعتها في أسرع وقت ممكن وبشكل تدريجي.

كما وأعلن وزير الاتصالات والاقتصاد الرقمي عبد الرزاق النتشة، “بدء شركات الاتصالات بإعادة تشغيل مواقعها في محافظتي رفح وشمال غزة، ضمن جهود استعادة الخدمات الأساسية في المناطق المتضررة جراء الحرب”.

وأوضح النتشة في بيان صادر عن الوزارة، أن “الطواقم الفنية تعمل بشكل مكثف لإصلاح الأضرار وضمان استعادة خدمات الاتصالات والإنترنت في أسرع وقت”، مشيراً إلى أن “هذه الجهود تهدف إلى تخفيف معاناة المواطنين وضمان استقرار الخدمات الحيوية التي تأثرت بشكل كبير خلال الأزمة”.

هذه الصور من غزة تقول بأن اليوم التالي للحرب كان فلسطينياً كما أرادت المقاومة وقرّرت، وذلك رغم الشوكة التي وضعها جيش العدو في حلوق الغزيين طوال الحرب، والتي قسمت القطاع، وفرّقت العائلات المتمثلة بمحور نتساريم، حيث كان  المخطط الذي وضعته حكومة الاحتلال منذ بداية الحرب، كان من المفترض أن يفضي إلى تحويل الحاجز الذي يتوسط غزة إلى الحدود الشمالية للقطاع، ما يعني تفريغ الشمال والبلدة القديمة والمدينة وأحيائها من بيت حانون وحتى وادي غزة من سكانها. ومارس إعلام الاحتلال أعلى مستويات الضغط والتنكيل النفسي بالأهالي من خلال نشر المئات من التقارير والأخبار ذات التأثير المعنوي القاسي، بما فيها الحديث عن الوجود الدائم في القطاع، وعدم السماح بعودة أهالي الشمال نهائياًن وهذا ما لم يحققه العدو ايضا.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen