20 كانون الثاني , 2025

الحاضنة الشّعبيّة.. الدّرع الحصين للمُقاومة في غزّة

التفاف شعبيّ جماهيريّ كبير أظهرته المشاهد الآتية من قطاع غزة المنتصر على آلة الحرب الإسرائيلية، دلالاتٌ تثبت باليقين القاطع كيف انتصرت المقاومة على كيان الاحتلال الإسرائيلي.

شهراً عمل فيها الاحتلال جاهدا وبشكل متعمّد على استهداف الحاضنة الشعبية للمقاومة في غزة ،  عسكرياً ومعنويًا، بهدف رفع تكلفة دعمها للمقاومة، وممارسة الضغوط على قياداتها ونزع الغطاء الشعبي عنها...

تعمّت إسرائيل ممارسة أقسى درجات العنف لإدماء الحاضنة المدنية في قطاع غزة وتدمير مقومات الصمود اليومية والحياتية لسكانه، ومع ذلك أظهرت الأجواء الاحتفالية التي نقلتها وسائل الإعلام في مناطق مختلفة من غزة بما فيها مناطق الجهد العسكري الإسرائيلي الكثيف، مثل شمال القطاع، أن حالة غزة استثنائية وفريدة، وأن ثقافة المقاومة متجذرة في هذا القطاع على نحو بالغ.

فمركز الثقل يعتمد بشكل رئيسي على الحاضنة الشعبية التي تمنح المقاومة عمقا اجتماعيا لا يقدر بثمن، وتمثل الخزان البشري دائم الإمداد الذي يمدها بالطاقات البشرية ، فضلا عن أن إيمان تلك الحاضنة بالخيارات الإستراتيجية للمقاومة، وبجدارة قيادتها في تقدير الموقف، واتخاذ القرار منح المقاومة ما يشبه تفويضا شعبيا مريحا لتنفيذ خططها، بغية تحقيق الأهداف الوطنية الفلسطينية والانتصار لمظلومية شعبها.

الواقع أن ثمة وعيا إستراتيجيا جماعيا لدى الناس في غزة بضرورة الاحتفاظ بصورة النصر في اللحظات الأخيرة وتصديرها للعدو وللعالم، وهو ما يدفعهم بشكل غير منظم وعفوي لإظهار مثل هذه الصور على الرغم من المأساة الإنسانية الهائلة التي عاشوها والتي ستظل آثارها حاضرة لفترة طويلة.

كل هذا دفع معلق الشؤون العربية في قناة i24 الإخبارية العبرية للتساؤل عن جدوى الإبادة: ماذا فعلنا هنا خلال عام وخمسة أشهر؟ دمّرنا العديد من المنازل، وقُتل خيرة أبنائنا، وفي النهاية النتيجة هي نفس الصيغة: حماس تحكم، المساعدات تدخل، ونخبة القسام تعود.

هذه هي الحقيقة الراسخة مهما حاول الاحتلال طمسها: المقاومة باقية والالتفاف الشعبي حولها يتصاعد وطوفان الأقصى جولة من جولات الصراع الذي سينتهي بزوال الكيان الغاصب عن كامل التراب الفلسطيني

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen