في مليونية التتويج... مسيرات ضخمة في العاصمة والمحافظات تبارك لغزة نصرها وصمود شعبها
في زمنٍ تقاس فيه المواقف بميزان الدم والإرادة، جاءت المسيرات المليونية لتؤكد أن اليمن عصية على الانكسار، حاملة رسالة للعالم: إننا أمة لا نساوم على الحق، ولا نتراجع عن نصرة المستضعفين مهما كلّف الثمن.
هي لحظة تردد فيها صدى العزيمة والتضامن عبر كل شبر من أرض اليمن، انطلقت المسيرات المليونية في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات، لتكون شاهدًا جديدًا على التزام الشعب اليمني الثابت بقضية فلسطين. هذه المسيرات لم تكن مجرد مظاهرات حاشدة، بل كانت تجسيدًا حيًا للوحدة الإيمانية وللإرادة الصلبة التي يختلط فيها الوفاء والمقاومة. خرج اليمنيون يوم امس ليباركوا لغزة انتصارها الأسطوري في مواجهة عدوان طال أمده، وليؤكدوا مجددًا أنهم لا يقبلون بالقهر أو الهزيمة، بل يسيرون بثبات نحو النصر، متمسكين بحقهم في الوقوف إلى جانب الأشقاء في فلسطين حتى تحرير الأرض والمقدسات
وفي مشهد يعكس عمق التضامن الإنساني والإيماني، خرج الشعب اليمني بمسيرات مليونية تحت شعار "مع غزة.. ثبات وانتصار"، ليجدد التزامه الثابت بقضية الأمة المركزية: تحرير فلسطين. اكتظت الساحات والشوارع في العاصمة صنعاء والمحافظات الأخرى بأمواج بشرية، تحمل رسالة واضحة للعالم: اليمن، رغم جراحه وتحدياته، يظل متمسكًا بمبادئه وقيمه في مواجهة الظلم ودعم المقاومة.
في ميدان السبعين بصنعاء، تلاطمت أمواج الجماهير كطوفان بشري يعبر عن إرادة صلبة واستعداد دائم لمواجهة أي عدوان. الهتافات التي صدحت من الحشود لم تكن مجرد كلمات، بل تجسيد لعقيدة راسخة بأن فلسطين ليست وحدها في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
أكدت المسيرات دعمها لصمود غزة ومقاومتها البطولية التي استطاعت، على مدى أكثر من 15 شهرًا، أن تكسر جبروت الاحتلال الإسرائيلي، وتؤسس لنصر تاريخي لم يكن ليُحقق لولا التضحيات العظيمة التي قدمها الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة.
من صنعاء الى صعدة ومن الحديدة إلى عمران، ومن إب إلى ريمة، ومن البيضاء إلى تعز ومن مأرب الى المحويت وذمار فالضالع وحجة والجوف ، الى كافة المحافظات حملت المسيرات رسائل متعددة اولها لأهل غزة ان أنكم لستم وحدكم. اليمنيون، بقلوبهم وأرواحهم، يقفون معكم في معركتكم المقدسة ورسالة للاحتلال الإسرائيلي وحلفائه أن اليمن، رغم الحصار والحرب، قادر على المواجهة والإيلام، وأن معركة التحرير مستمرة حتى تحقيق النصر.
اما الرسالة للعالم الإسلامي فتتلخص بان الوحدة الإيمانية هي الطريق لاستعادة الكرامة وتحرير المقدسات.
بيانات المسيرات اكدت على أن مواقف السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، وتوجيهاته الحكيمة، كانت الأساس الذي أرسى قواعد هذا الدعم المستمر للمقاومة الفلسطينية. هذه المواقف عززت من حضور اليمن كرقم صعب في معادلة الصراع، وأعادت توجيه البوصلة نحو القضية الفلسطينية كأولوية لا تقبل المساومة.
البيان الختامي للمسيرات وصف المعركة ضد الاحتلال الإسرائيلي بأنها تجسيد للوحدة الإيمانية، حيث امتزجت دماء الأمة في ساحات الجهاد. وأكد البيان أن هذه المسيرات ليست مجرد حدث عابر، بل جزء من موقف يمني مشرف ومستمر منذ انطلاق عملية "طوفان الأقصى"، وسيستمر حتى تحرير فلسطين وزوال الكيان الغاصب.
اليمن، الذي يرزح تحت وطأة الحصار والعدوان منذ سنوات، يثبت اليوم للعالم أن الإرادة الإيمانية لا تُقهر. مسيرات "مع غزة.. ثبات وانتصار" لم تكن مجرد استعراض جماهيري، بل رسالة أمل للشعب الفلسطيني، ودعوة لكل أحرار العالم للانضمام إلى معركة التحرير الكبرى. إنها لحظة تاريخية، يؤكد فيها اليمنيون أن المواقف العظيمة لا تصنعها الظروف، بل تصنعها القيم والإيمان بعدالة القضية.